كشف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الإثنين، أنه من المتوقع فرار ما يصل إلى خمسة ملايين أوكراني من بلادهم إذا واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا.
ويأتي ذلك، في وقت تستمر فيه موسكو بعمليتها العسكرية في أوكرانيا التي دخلت يومها الـ12، إذ يواصل الجيش الروسي هجومه الشامل في البلاد، حيث يقصف خاركيف ثاني مدن البلاد ويحاول تطويق العاصمة كييف.
وقال بوريل للصحفيين لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء التنمية بالاتحاد الأوروبي في مونبلييه بفرنسا: "علينا أن نستعد لاستقبال نحو خمسة ملايين شخص... يجب أن نحشد كل موارد الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول التي ستستقبل هؤلاء الناس".
وأضاف: "سنحتاج إلى المزيد من المدارس والمزيد من مراكز الاستقبال والمزيد من كل شيء".
وتعهد بوريل أيضًا بإجراء المزيد من التدقيق في إنفاق الاتحاد الأوروبي على المساعدات في الدول التي دعمت روسيا دبلوماسيًا أو امتنعت عن انتقاد الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت يوم الأحد، من أن عدد الفارّين من الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا تجاوز 1,5 مليون، ما يخلق "أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقمًا" في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبحسب معطيات الأمم المتحدة، أكثر من نصف اللاجئين الأوكرانيين عبروا إلى بولندا منذ اندلاع شرارة الحرب.
وتأتي المجر، ومولدوفا، وسلوفاكيا، ورومانيا بالترتيب، بعد بولندا من حيث الدول الأكثر استقبالًا للاجئين الأوكرانيين في أوروبا بالوقت الراهن.
أكثر من 900 منطقة تعيش بلا خدمات
وحول الوضع الإنساني، قال مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك اليوم الإثنين إن الهجمات التي شنتها القوات الروسية تركت أكثر من 900 تجمع سكني في أوكرانيا بدون أي إمدادات من الكهرباء والمياه والتدفئة.
وقال على تويتر: "برابرة القرن الواحد والعشرين. روسيا دمرت 202 مدرسة و34 مستشفى وأكثر من 1500 مبنى سكني".
وقالت وزارة الطاقة إن 646 ألف شخص في أنحاء أوكرانيا يعيشون بلا كهرباء وإن 130 ألفا يعيشون بدون إمدادات غاز.
Barbarians of the XXI century. Russia damaged/destroyed 202 schools, 34 hospitals, 1500+ residential buildings. 900+ our settlements are completely deprived of light, water, heat. The Russian army doesn’t know how to fight against other armies. But it’s good at killing civilians pic.twitter.com/VAqaIurWN8
— Михайло Подоляк (@Podolyak_M) March 7, 2022
إجلاء 1100 فلسطيني من أوكرانيا
وفي سياق متصل، أعلن محمد اشتية رئيس الحكومة الفلسطينية اليوم إجلاء ألف ومئة فلسطيني من أوكرانيا معظمهم من الطلبة.
من ناحية أخرى، اتهم اشتية الحكومة الإسرائيلية بمواصلة الاستيطان مستغلة الأوضاع الدولية الراهنة.
وقال في بداية الجلسة الأسبوعية للحكومة في رام الله: "الحكومة بمختلف مركباتها (أجهزتها) الخارجية والأمنية تتابع بشكل يومي الأوضاع في أوكرانيا، مع الدول المحيطة بها لضمان سلامة أبنائنا".
وأضاف: "سوف نطلب من وزير التعليم العالي العمل على مساعدة الطلبة القادمين من أوكرانيا، والبحث في إمكانية استيعابهم في الجامعات الفلسطينية لتمكينهم من متابعة دراستهم وحسب رغباتهم".
"ضحايا الحروب"
وفي سياق آخر، قال اشتية: "تواصل إسرائيل تكثيف الاستيطان في مساحات واسعة من أرضنا مستغلة انشغال المجتمع الدولي بالحرب الدائرة في أوكرانيا".
وأضاف: "نحن نتطلع أن تضع الحرب أوزارها هناك (أوكرانيا)، بما يكفل الأمن والسلام الدوليين ويحافظ على سلامة المدنيين الذين هم ضحايا الحروب".
وتابع: "نتطلع أيضًا أن يقوم المجتمع الدولي بتطبيق القانون الدولي على إسرائيل وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بفلسطين".
ولم يصدر بعد موقف فلسطيني رسمي من الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، ومن المقرر أن تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعًا يوم الخميس القادم سيكون على جدول أعمالها بحث تداعيات ما يجري على القضية الفلسطينية.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.