الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

الحرب لم تنته.. "اتفاق مبادئ" بين الجيش السوداني والدعم السريع

الحرب لم تنته.. "اتفاق مبادئ" بين الجيش السوداني والدعم السريع

Changed

"العربي" يواكب تفاصيل توقيع اتفاق مبادئ أولي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة (الصورة: وزارة الخارجية السعودية)
يتعهد طرفا النزاع في السودان من جدة، باحترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية، من دون التوصل حتى الآن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقعّ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ليل أمس الخميس، على اتفاق أولي في جدة السعودية، ونصّ على تعهدّ الطرفين الالتزام بحماية المدنيين في السودان وتسهيل الأعمال الإنسانية والإغاثة، كما أكّد الإعلان ضرورة العمل على احترام وحدة البلاد.

وجاء هذا الإعلان بمشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة بعد محادثات جرت على مدار أسبوع في مدينة جدة السعودية الساحلية، بين ممثلين عن طرفي النزاع في السودان، وبعد نحو شهر من قتال أسفر عن مقتل أكثر من 750 شخصًا ونزوح الآلاف، في إطار "محادثات أولية".

لا وقف لإطلاق النار

وجاء في الإعلان: "نؤكد التزامنا ضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، ويشمل ذلك السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه".

كما تعهد الطرفان بـ"السماح بوصول المساعدات الإنسانية، وإعادة التيار الكهربائي والمياه والخدمات الأساسية الأخرى، وسحب عناصرهما من المستشفيات والسماح بدفن القتلى بكرامة".

وأوضحت مسؤولة أميركية مطّلعة على الملف لوكالة الأنباء الفرنسية أن ما اتفق عليه الطرفان "ليس وقفًا لإطلاق النار. هو تأكيد على التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي خصوصًا فيما يتعلّق بمعاملة المدنيين والحاجة إلى توفير مساحة لعمل المعنيّين بالمجال الإنساني".

كما أبدت المسؤولة أملًا "حذرًا" في أن يسهم توقيع الطرفين على هذا الإعلان "في التأسيس لزخم يرغمهما على توفير مساحة" لإدخال المساعدات الإنسانية، رغم إقرارها بأن مسافة "بعيدة" لا تزال تفصل الطرفين في المحادثات.

المفاوضات مستمرة

توازيًا، كشف بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن المفاوضات ستستمر للتوصل إلى هدنة مؤقتة جديدة تتيح إيصال المساعدات، قد تصل مدتها إلى عشرة أيام.

هذا وأعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في اتفاقهما الالتزام "بجدولة المناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية".

يذكر أن ما لا يقل عن 18 عاملًا في المجال الإنساني، قتلوا منذ بدء الحرب في 15 أبريل/ نيسان المنصرم.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أفاد بتعرض مساعدات غذائية تقدّر قيمتها بملايين الدولارات للنهب في الخرطوم.

ردود الفعل 

ووفق مراسل "العربي" من الخرطوم وائل الحسن، كان التوقيع على اتفاق المبادئ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مفاجئًا لعدد كبير من السودانيين الذين كانوا يأملون أن يخلص الاتفاق إلى إنهاء الحرب ووقف نزيف الدمّ.

ويتابع الحسن: "تطرق الإعلان أيضًا إلى بعض الجوانب الأخرى فيما يخصّ المسائلة القانونية للموقعين.. والاتفاق في مجمله يعتبره الكثيرون بمثابة فشل ولكن يمكن القول إن الأطراف حاولت على الأقل بعد أيام من التفاوض عدم الخروج خالية الوفاض".

بدوره، غرّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان كاتبًا أن المحادثات والالتزام بحماية المدنيين "يأتي كخطوة أولى، وستتبعها خطوات أخرى".

وأضاف بن فرحان: "الأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، والمملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق".

كذلك وصف تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، المؤلف من أطراف مدنية تدعم الحكم الديمقراطي، الإعلان بأنه "خطوة أولى مهمة صوب إنهاء الحرب الدائرة في البلاد"، وحث الطرفين على الالتزام به.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close