ارتفعت حصيلة أعمال العنف الأخيرة في دارفور في غرب السودان إلى أكثر من 125 قتيلًا و50 ألف نازح، وفق بيان صادر عن الأمم المتحدة الثلاثاء.
وكانت المعارك بدأت في 6 يونيو/ حزيران بين قبيلتي القمر الإفريقية وقبيلة الرزيقات العربية في منطقة كلبس الواقعة على بعد 160 كيلومترًا شمال شرقي الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
SUDAN: Conflict in Kulbus locality, West Darfur. Flash Update 01 (14 June 2022) Conflict in Kulbus locality has displaced about 50,000 people within Kulbus, into neighbouring localities, and into North Darfur. Read more in the flash update 01: https://t.co/4FxfArwI0U pic.twitter.com/ukQiQ5S9z6
— UN OCHA Sudan (@UNOCHA_Sudan) June 14, 2022
"القتال ما زال مستمرًا"
وأكد أحد زعماء قبيلة القمر إبراهيم هاشم أن الأوضاع في كل قرى كلبس متوترة.
وقال: "ينتشر المسلحون حول قرى القمر في كل مكان والأوضاع متوترة، وفقد بعض المواطنين من القمر بينما كانوا ينتقلون مساء أمس من قرية إلى أخرى ولا يعرف مصيرهم حتى الآن".
وأشار هاشم إلى أن الحكومة أرسلت قوات إلى المنطقة أغلبها من قوات الدعم السريع التي أنشأها الرئيس السوداني السابق عمر البشير وتتألف بمعظمها من القبائل العربية في دارفور. وشاركت في المعارك ضد حركات التمرد التي حملت السلاح ضد حكومة البشير في 2003 والتي استمرت سنوات.
ولفت هاشم إلى أن "القتال ما زال مستمرًا".
وكشف أن الاشتباكات سببها النزاع حول ملكية أراض، قائلًا: "قناعتي بأن هذا القتال الذي يدور على نطاق واسع جدًا، الغرض منه إزاحة القمر من أراضيهم".
June 6,2022; Attacks that led to dozens of deaths, injuries, burning villages, and displacement of more than 30,000 IDPs, most of them being children, and women, distributed in West Darfur, El Geneina, were carried out by armed militias against the civilians. pic.twitter.com/zITSM1TMCO
— Darfur Network for Monitoring and Documentation. (@Darfurmonitors) June 14, 2022
أعمال "غير مقبولة"
بدوره، دان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس أعمال العنف في دارفور، ووصفها بأنها "غير مقبولة".
وكتب الإثنين على حسابه الرسمي على موقع تويتر: "دائرة العنف المستمرة في دارفور غير مقبولة وتسلّط الضوء على الأسباب الجذرية الواجب معالجتها".
ودعا السلطات المعنية وقادة القبائل والتنظيمات المسلحة إلى تهدئة التوتر وضمان حماية المدنيين.
ووقعت اشتباكات قبلية في ولاية غرب دارفور قتل فيها أكثر من 200 شخص في أبريل/ نيسان الماضي في مواجهات بين قبائل عربية وقبيلة المساليت الإفريقية.
وتشهد المنطقة نوعًا من الفراغ الأمني خصوصًا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020. وقتل في نزاع دارفور قرابة 300 ألف شخص ونزح 2,5 مليون من قراهم، وفقًا للأمم المتحدة.
ويشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية، ويتظاهر بشكل منتظم آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة من قتلوا متظاهرين.
وتقدّر لجنة أطباء السودان المركزية أن أكثر من 100 شخص على الأقل قتلوا في الاحتجاجات وجرح العشرات.
وتقدر الأمم المتحدة أن 20 مليونًا من إجمالي 45 مليون سوداني، سيعانون في نهاية السنة من انعدام الأمن الغذائي، وأكثرهم معاناة 3,3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دارفور.