الجمعة 3 مايو / مايو 2024

العنف القبلي في السودان.. جبهة لمناهضة الكراهية ومخاوف من تمدد الصراع

العنف القبلي في السودان.. جبهة لمناهضة الكراهية ومخاوف من تمدد الصراع

Changed

تقرير لـ"العربي" عن المخاوف من تمدد العنف القبلي في السودان إلى مناطق جديدة (الصورة: الأناضول)
أطلقت قوى الحرية والتغيير في السودان جبهة لمناهضة خطاب الكراهية، بينما تتواصل الاحتجاجات بعدة مدن تنديدًا بأحداث عنف قبلي أسفرت عن مقتل العشرات.

أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير في السودان، اليوم الثلاثاء، تكوين "أوسع جبهة لمناهضة خطاب الكراهية" في البلاد، وذلك بعد أن أودى العنف القبلي بحياة العشرات، وعلى وقع مخاوف من أن يتمدد الصراع إلى كامل أرجاء السودان.

وكشف القيادي في التحالف أيمن نمر، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، عن "تكوين أوسع جبهة لوقف خطاب الكراهية في البلاد"، وتسيير مواكب باسم "السودان الوطن الواحد" في الخرطوم وعدة مدن سودانية يوم 24 يوليو/ تموز الجاري، احتجاجًا على العنف القبلي في البلاد، وتضامنًا مع ذوي الضحايا.

وأضاف نمر: "قررنا إرسال وفد قيادي سياسي إنساني للوقوف على أحداث الاقتتال القبلي، وتقديم العون الإنساني للمتضررين"، مشدّدًا على أن "لا استقرار في البلاد إلا بتشكيل سلطة مدنية ديمقراطية تقوم على التنوع وتديره في إطار الدولة المدنية الواحدة".

ارتفاع عدد ضحايا العنف القبلي

من جهته، أعلن القيادي في التحالف صديق المهدي عن مصرع 79 شخصًا وجرح 200 آخرين، بالإضافة إلى النزوح المستمر في ولاية النيل الأزرق.

وأردف المهدي: "ما يحدث مأساة وانتكاسة كبيرة، ومعاناة حقيقية ولا بد من الوقوف بصلابة لوقف نزيف الدم السوداني".

وفي سياق متصل، تواصلت اليوم المظاهرات الاحتجاجية في مدن مختلفة بالسودان تنديدًا بأحداث العنف القبلي في البلاد، حيث شارك محتجون من قبيلة الهوسا في مظاهرات بالخرطوم ومدن الأبيض (غرب) وبورتسودان والشُّوَك (شرق) تنديدًا بمقتل أفراد القبيلة جنوبي شرق البلاد.

أما أمس فأغلق الآلاف من القبيلة طرقًا رئيسة في ولاية كسلا، على خلفية العنف بين قبيلتهم وقبيلة البرتى (البرتي) في ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد وتحديدًا على الحدود مع إثيوبيا.

وقالت مصادر صحية إن المظاهرات يوم أمس واليوم أدت إلى أعمال عنف ومواجهة مع الشرطة تخللها إطلاق الغاز المسيل للدموع، بينما رصد مراسل "العربي" إرسال تعزيزات أمنية إلى مناطق التوتر القبلي لاحتواء أعمال العنف.

مخاوف من تمدد نار العنف القبلي

وينتقل العنف القبلي في السودان، من ولاية النيل الأزرق إلى كسلا حيث يسكن كثيرون من أفراد القبيلتين هناك ويتضامن الآلاف هناك مع أبناء قبيلتهم.

فولاية كسلا، ليست محاذية للنيل الأزرق، بل تقع شرقي البلاد وتحديدًا على الحدود مع إرتيريا، وهنا يأتي مؤشر جغرافيا الصراع إذ يشير إلى أنه يسري من الجنوب إلى الشمال ويثير المخاوف من أن يشمل ولايات أخرى حيث للقبيلتين وجود أساسي فيها.

وأيضًا تثار مخاوف من أن يتوسع الأمر ليشمل قبائل أخرى موجودة في المناطق الممتدة من البحر الأحمر إلى الحدود مع دولة جنوب السودان.

من أشعل فتيل الصراع؟

في المقابل، ليس واضح بعد من بدأ الصراع لكن لا يبدو الأمر بعيدًا عما شهده السودان من أزمات قبلية العام الماضي، خصوصًا الأزمة بين حكومة حمدوك السابقة ونظرات البجا في كسلا والبحر الأحمر.

ويقول البعض إنّ الاشتباكات القبلية وقعت إثر دعوات من قبيلة الهمج لطرد قبيلة الهوسا من ولاية النيل الأزرق، باعتبارهم "سكانًا غير أصليين" فيها، بعد أن طالبوا بإمارة لهم بالولاية بينما يتكلم البعض الآخر عن مقتل أحد أفراد الهوسا مما أدى إلى اشتعال الاشتباكات بين الجانبين.

وسط كل ذلك، تتبادل الكيانات السياسية الاتهامات التي طالت الحركة الشعبية لتحرير السودان زاعمة إنها هي من تؤجج الصراع في ولاية النيل الأزرق، بينما تتهم الحركة الدفاع الشعبي التابع للنظام السابق بأنها هي اليد التي حرضت على الصراعات، على وقع انتقادات بتباطؤ السلطة في التحرك.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close