الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

العنف القبلي يتفاقم في السودان.. تعزيزات أمنية في كسلا والنيل الأزرق

العنف القبلي يتفاقم في السودان.. تعزيزات أمنية في كسلا والنيل الأزرق

Changed

"العربي" يواكب تطورات الصراع القبلي في السودان (الصورة: تويتر)
يشهد السودان صراعًا بين قبيلتي الهوسا والبرتى في ولاية النيل الأزرق، تمددت إلى احتجاجات عنيفة في كسلا استدعت تعزيزات أمنية طارئة.

أعلنت السلطات السودانية حظر التظاهر والتجمعات في مدينة كسلا شرقي السودان بعد مظاهرات أحرق فيها محتجون مقر الحكومة وبعض مؤسساتها، كما أصدر مجلس الأمن والدفاع السوداني أوامر بتعزيز القوات الأمنية في مناطق شرقي البلاد وولاية النيل الأزرق.

وأغلق الآلاف من قبيلة الهوسا طرقًا رئيسة في ولاية كسلا، على خلفية العنف بين قبيلتهم وقبيلة البرتى (البرتي) في ولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد وتحديدًا على الحدود مع إثيوبيا.

وقالت مصادر صحية إن المظاهرات أدت إلى أعمال عنف ومواجهة مع الشرطة أدت إلى سقوط 5 قتلى، بينما كان العنف بين القبيلتين قد نجم عنه مقتل 60 شخصًا.

مخاوف من تمدد الصراع

أما ولاية كسلا، فليست محاذية للنيل الأزرق بل تقع شرقي البلاد وتحديدًا على الحدود مع إرتيريا، وهنا يأتي مؤشر جغرافيا الصراع إذ يشير إلى أنه يسري من الجنوب إلى الشمال ويثير المخاوف من أن يشمل ولايات أخرى حيث للقبيلتين وجود أساسي فيها.

وأيضًا تثار مخاوف من أن يتوسع الأمر ليشمل قبائل أخرى موجودة في المناطق الممتدة من البحر الأحمر إلى الحدود مع دولة جنوب السودان.

في المقابل، ليس واضح بعد من بدأ الصراع لكن لا يبدو الأمر بعيدًا عما شهده السودان من أزمات قبلية العام الماضي، خصوصًا الأزمة بين حكومة حمدوك السابقة ونظرات البجا في كسلا والبحر الأحمر.

تحرك أمني لضبط الوضع

وفي الوقت الذي وجهت فيه جهات مدنية ناشطة في الاحتجاجات الاتهامات للسلطة العسكرية بتأجيج الصراع القبلي، تصر السلطات على أنها تبذل جهدًا للسيطرة على الأوضاع وأنها "ستضرب بيد من حديد كل المثيرين للعنصرية والكراهية" وفقًا لحاكم ولاية النيل الأزرق.

كما وعدت السلطات بتقديم الدعم الناس في الولاية وتجاوز هذا الظرف سريعًا، إلى جانب تشكيل لجنة مختصة للتحري في الأحداث مكونة من عدد من أعضاء القوات المسلحة وبقية الأجهزة الأمنية.

بدوره، أكد وائل محمد الحسن مراسل "العربي" من سنجة بالقرب من ولاية النيل الأزرق أنه حتى اللحظة هناك سيطرة من قبل الأجهزة الأمنية والجيش على الأوضاع في عاصمة الولاية وفي عدة مناطق أخرى شهدت أعمال عنف، إلى جانب تحركات قبلية لمنع تفاقم الأوضاع.

كما رصد الحسن عند مغادرة فريق "العربي" من العاصمة الخرطوم، خروج تعزيزات أمنية كبيرة من الجيش وبحسب المصادر كانت تتجه إلى ولاية النيل الأزرق بالإضافة إلى ولاية كسلا.

كذلك، لفت المراسل إلى وجود حالة من التذمر والغضب ولا سيما من جهة قبيلة الهوسا، عبروا عنها في الاحتجاجات التي وصلت إلى النيل الأبيض وولاتي الجزيرة وكسلا.

سبب الصراع القبائلي

أما عن بداية هذه الفتنة فيؤكد الحسن إلى تضارب الأقوال بين من يقول إن قبيلة الهوسا طالبت بإدارة أهلية تخصها، بينما يتكلم البعض الآخر عن مقتل أحد أفرادها مما أدى إلى اشتعال الاشتباكات بين الجانبين.

وسط كل ذلك، تتبادل الكيانات السياسية الاتهامات التي طالت الحركة الشعبية لتحرير السودان زاعمةً إنها هي من تؤجج الصراع في ولاية النيل الأزرق، بينما تتهم الحركة الدفاع الشعبي التابع للنظام السابق بأنها هي اليد التي حرضت على الصراعات، على وقع انتقادات بتباطؤ السلطة في التحرك.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close