الإثنين 13 مايو / مايو 2024

الغرب "يتسلح" بالعقوبات.. هل يتحول الهجوم على أوكرانيا إلى حرب شاملة؟

الغرب "يتسلح" بالعقوبات.. هل يتحول الهجوم على أوكرانيا إلى حرب شاملة؟

Changed

تقرير لـ "العربي" حول الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
استيقظ العالم على هجوم عسكري تنفذه روسيا ضد جارتها أوكرانيا بعد أسابيع من تبادل الاتهامات والاحتشاد العسكري على الحدود.

أخيرًا، وقع المحظور وبدأت روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا وسط مخاوف من تحولها إلى حرب شاملة.

وادعى الرئيس فلاديمير بوتين أن هدف الحرب ليس أوكرانيا، بل نزع سلاحها وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.

في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "التعبئة العامة" للسكان، وفق مرسوم وقّعه في وقت متأخّر ليلًا. 

وتثير قلق الغربيين مخاوف بشأن وقوع خسائر فادحة، وإسقاط حكومة كييف المنتخبة، وتهديد توازن ما بعد الحرب الباردة في القارة الأوروبية. وستصبح الصورة أكثر سوداوية في حال تعثر إمدادات الطاقة لأوروبا.

تطورات الميدان

مع انطلاق الهجوم، أصبحت البنى التحتية العسكرية للقواعد الجوية في أوكرانيا خارج الخدمة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي دُمرت بأسلحة شديدة الدقة.

وقد سُمع دوي انفجارات هائلة في كييف وخاركيف وأوديسا، وإلى الشرق من مدينة ماريبول الواقعة جنوب شرق البلاد، ويقول حرس الحدود الأوكراني إن الهجمات انطلقت كذلك من جهة بيلاروسيا شمالًا والقرم جنوبًا.

وكان بوتين قد وصف لحظة إعلانه إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بأن هذه مواجهة لا مفر منها مع القوى القومية في أوكرانيا.

ومساءً نقلت وكالة "انترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها دمرت 83 هدفًا على الأرض في أوكرانيا.

وأضافت الوزارة أن القوات أنجزت كل أهدافها المحددة ليوم الخميس.

في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني إسقاط طائرات روسية، وكذلك استعادته السيطرة على بعض المواقع.

وفي حصيلة اليوم الأول للهجوم، أعلنت وزارة الصحة الأوكرانية مقتل 57 جنديًا أوكرانيًا وإصابة 166 آخرين منذ بدء العمليات العسكرية الروسية.

وتحدثت الأمم المتحدة عن مئة ألف نازح داخل أوكرانيا، وعن آلاف غادروها إلى الخارج.

وكان وزير دفاع أوكرانيا أوليكسي ريزنيكوف، قد قال: إن أي شخص لديه الاستعداد والقدرة على حمل السلاح يمكنه الانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية، في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة الأوكرانية أنها ستوزع أسلحة على قدامى المحاربين.

تنديد شعبي ورسمي

وأثار الهجوم الروسي على أوكرانيا غضبًا شعبيًا، حيث شهدت عدة دول تظاهرات منددة بقرار موسكو وتحركاتها، بما فيها مدن روسية، حيث أُفيد عن اعتقال الشرطة للمئات من المحتجين.

وفي المواقف الدولية، تداعت الدول والهيئات إلى التنديد بالهجوم، وفرض بعضها عقوبات على موسكو.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب إلى الأمة، أنّ الولايات المتّحدة فرضت على موسكو عقوبات اقتصادية وأقرّت قيودًا على التصدير إلى روسيا ردًا على هجومها العسكري على أوكرانيا.

وقال بايدن: إنّ أربعة مصارف روسية ستضاف إلى قائمة العقوبات، كما سيتم حرمان روسيا من أكثر من نصف وارداتها من المنتجات التكنولوجية المتطورة.

من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فرض عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان روسي.

وشدد المستشار الألماني أولاف شولتس، على أن العقوبات الغربية ستضمن أن تدفع روسيا "الثمن غاليًا" بسبب هجومها على أوكرانيا، وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب "خطأ فادحًا".

أما فرنسيًا، فقد أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون اتصل ببوتين "لمطالبته بوقف فوري" للهجوم على أوكرانيا.

إضافة إلى ذلك، وافق قادة الاتحاد الاوروبي في مستهلّ قمتهم الخميس في بروكسل على فرض رزمة جديدة من العقوبات على روسيا، ردًا على اجتياحها أوكرانيا، مستهدفين قطاعات المال والطاقة والنقل، ومؤكدين في بيان أنّ "تداعيات" هذه الإجراءات ستكون "هائلة وخطيرة".

لكنّ الرئيس الأوكراني دعا الدول الغربية لفرض عقوبات أكثر قسوة على روسيا ومنعها من نظام "سويفت" للتبادل المصرفي. ودعاها أيضًا إلى فرض حظر على تجارة النفط والغاز مع روسيا ومساعدة جيش بلاده بالأسلحة.

من ناحيته، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه سيتخذ خطوات إضافية لتقوية تدابير الردع والدفاع بعد أن بدأت روسيا الهجوم على أوكرانيا، وأنه سيعقد قمة طارئة لدوله الأعضاء البالغ عددها 30 دولة غدًا الجمعة.

غير أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أوضح أن الناتو ليس لديه قوات داخل أوكرانيا ولا يعتزم إرسال قوات إليها.

وفي سياق متصل، أفاد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي غدًا الجمعة على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يدين روسيا لهجومها على أوكرانيا، ويطالب موسكو بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط من أوكرانيا.

تداعيات "رياضية" واقتصادية

وفي ذيول الهجوم الروسي على أوكرانيا، أكدت اتحادات كل من بولندا والسويد وجمهورية التشيك لكرة القدم، أنه لا يجب السماح لروسيا باستضافة مباريات بتصفيات كأس العالم الشهر المقبل بعد الهجوم على جارتها أوكرانيا.

واقتصاديًا، سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا إثر التطورات العسكرية، فتجاوزت عتبة 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أعوام، مترافقة مع تراجع حاد في أسواق الأسهم.

وارتفعت العقود الآجلة لشحنات القمح والذرة الأميركية وغيرها من السلع الغذائية مما أثار مخاوف من تأثر الإمدادات العالمية. 

وحذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، اليوم الخميس، من أنّ الهجوم الروسي على أوكرانيا يشكّل "خطرًا اقتصاديًا كبيرًا على المنطقة والعالم"، الأمر الذي يهدّد النمو العالمي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close