بالكاد كانت الأسر في شمال سوريا متمسكة بالحياة رغم أوجاع الحروب والآلام الاقتصادية، لتعيش الآن، أو من نجا منها، كوابيس انعدام المساعدات والدمار الواسع، علاوة على مواجهة معركة تفشي الأوبئة والأمراض المعدية جراء الزلزال، مثلما تقول منظمة الصحة العالمية.
وعلى وقع مشاهد الجثث المترامية وتكدس الجرحى في المستشفيات، حذّرت المنظمة من مخاطر انتشار الأمراض في شمال سوريا مثل الكوليرا، مع انعدام أدوات العلاج والوقاية.
الزلزال يضاعف الأزمة
وقد ضاعف الزلزال المدمّر صعوبات إيصال المساعدات، فضلًا عن تضرر معبر باب الهوى الحدودي، وهو ما زاد من هواجس زيادة أعداد المتضررين إلى أكثر من 23 مليونًا، بينهم مليون ونصف المليون طفل، وفق منظمة الصحة.
وفي الوقت الذي تمتلك فيه تركيا القدرة الكبيرة على الاستجابة للأزمة، أوضحت المنظمة العالمية أن مناطق الشمال السوري تواجه تحديات تحرمها من الاحتياجات الضرورية.
وتواجه المنطقة الحدودية أزمة إنسانية طويلة بسبب الحرب التي أعقبت الثورة وتفشي الكوليرا، يضاف إلى ذلك بروز مطالب النظام بدخول أي دعم إلى سوريا عبره وليس من الحدود مع تركيا، الأمر الذي دفع المعارضة إلى القلق من احتمال تقلّص حجم المساعدات.
وتشير فرق الدفاع المدني إلى أن حصيلة الضحايا مرشحة للازدياد بشكل كبير نظرًا لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض، وسط مشاكل في العمليات المتزامنة مع هطول أمطار غزيرة وحدوث هزات ارتدادية.
مخاوف من انتشار الأوبئة في سوريا
في هذا السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية كريستين لاندمير أن هناك حالة طارئة تزامنًا مع الكارثة التي كانت سوريا تواجهها.
وأوضح في حديث إلى "العربي" أن "المنظمة تتحدث عن احتمال انتشار للأوبئة مثل الكوليرا والحصبة بعد عقد من الحرب التي تشهدها البلاد".
وقال لاندمير: "هناك ملايين اضطروا إلى النزوح وهم يعيشون أساسًا في الشارع وفي البرد ويعتمدون على المساعدات الإنسانية".
وإذ أشار إلى أن معبر باب الهوى مغلق بسبب الأضرار التي خلّفها الزلزال، أكد أن هناك معبرين سيفتحان أمام دخول المساعدات إلى سوريا عبر تركيا في ظل صعوبة الوصول إلى شمال سوريا عبر دمشق.
