أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان اليوم الإثنين أنها ناقشت مع نظيرها الروسي اتخاذ خطوات متبادلة لخفض التصعيد تتعلق بالصواريخ والتدريبات العسكرية، لكنها جددت تحذير موسكو من العواقب الشديدة التي ستلحق بها إذا هاجمت أوكرانيا.
وعقب محادثات في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قالت شيرمان للصحافيين: "تناولنا عددًا من الأفكار تمكن بلدينا من اتخاذ إجراءات متبادلة من شأنها أن تكون في مصلحتنا الأمنية وتحسين الاستقرار الإستراتيجي".
وكشفت شيرمان أنها عرضت إجراء محادثات أخرى تكون أكثر تفصيلًا بشأن الصواريخ، بعد دعوات روسية لتقديم ضمانات أمنية. لكنها أوضحت أنها استبعدت دعوة روسية للحصول على ضمانات أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي.
وبينت المسؤولة الأميركية أنه "مع ذلك، نحن حازمون في رفض المقترحات الأمنية التي تعتبر ببساطة غير مقبولة للولايات المتحدة. لن نسمح لأي طرف بإنهاء سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي".
وجدّدت دعوتها روسيا لإعادة قواتها التي تقدر بنحو 100 ألف عسكري إلى الثكنات، أو توضيح الغرض من حشدها على الحدود الأوكرانية.
وحذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي من أنه إذا شنّت روسيا هجومًا فستكون هناك تكاليف وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهته موسكو عام 2014، عندما ضمّت شبه جزيرة القرم ودعمت تمردًا انفصاليًا في شرق أوكرانيا.
"المحادثة كانت صعبة وطويلة"
بدوره، أكد المفاوض الروسي مع الولايات المتحدة في محادثات جنيف أن بلاده "ليس لديها أي نية" لمهاجمة أوكرانيا، واعتبر أن واشنطن تأخذ مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية "بجدية كبيرة".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحافيين بعد ساعات من النقاشات مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان إنّ "المحادثة كانت صعبة وطويلة ومهنيّة للغاية وعميقة ومحددة".
وأضاف المسؤول الروسي: "لدينا انطباع بأن الجانب الأميركي أخذ المقترحات الروسية بجدية كبيرة".
لكن ريابكوف دعا الولايات المتحدة إلى أن تتعامل مع روسيا "بروح من المسؤولية"، محذرًا من أن مخاطر المواجهة المتزايدة "لا يمكن الإقلال من أهميتها".
وندّد نائب وزير الخارجية الروسي بالتهديدات الأميركية بالتحرك ضد بلاده ووصفها بأنها "محاولات للابتزاز والترهيب"، لكنه شدّد على أن موسكو "تدعم مواصلة الحوار"، وأردف: "لا أعتقد أن الوضع ميؤوس منه".
وتتهم الدول الغربية وكييف الروس بحشد نحو مئة ألف عسكري عند حدود أوكرانيا تحضيرًا لغزو محتمل، وقد هددت بوتين بعقوبات "هائلة" غير مسبوقة في حال هاجم أوكرانيا مجددًا.
وقد تصل هذه العقوبات إلى حد منع روسيا من استخدام النظام المالي العالمي وعدم وضع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" في الخدمة خلافًا لرغبة موسكو.