ما عاد عناء الطريق يزعج المهاجرين، فطول المسافات التي تقطعها أقدامهم عوضهم الصبر على شدة السفر وتعبه، لكن شبح مافيات الهجرة والاتجار بالبشر خلف في وجدانهم آثارا مرعبة.
فبعض المهاجرين يشتكون من السرقة وسوء المعاملة، فيما وقع آخرون ضحايا استغلال متعدد الأوجه في أعمال غير إنسانية وأخرى غير قانونية.
ويقول رئيس جمعية البنك التضامني غيك بييث: إن "المهاجرين يمنحون المال لأشخاص يعدونهم بدخول المغرب، وأنهم سيكونون خلال يومين أو ثلاثة أو أسبوع في أوروبا، وسيجدون عملًا، لكن عند وصولهم، تحجز جوازات سفرهم، وجميع وثائقهم.
وأضاف في حديث لـ"العربي"، أن الجمعية تعاملت مع الكثير من الحالات لأشخاص استغلوا بطرق غير قانونية.
وزاد القرب من أوروبا تدفق المهاجرين، ففي 7 أعوام فقط أحبط المغرب نحو 400 ألف محاولة هجرة غير نظامية، وفكك أكثر من 500 شبكة استعانت بالزوارق والأوراق المزورة وحتى العربات أحيانًا للهجرة السرية.
بدوره، يوضح رئيس مصلحة مكافحة الهجرة غير الشرعية عبد السلام بنعلي أن المديرية العامة للأمن الوطني تعمل كل ما في وسعها من أجل محاربة الشبكات الإجرامية التي تنشط في ميدان تهجير الأشخاص، وهي تعتمد على مقاربة استباقية، وعلى أبحاث ميدانية.
وسوى المغرب عامي 201 و2016 وضعية أكثر من 50 ألف مهاجر، وفي وقت يتحين بعض المهاجرين فرصة العبور إلى الضفة الأخرى، اختار عشرات الآلاف منهم الاستقرار بشكل نهائي في المغرب.
