الأحد 5 مايو / مايو 2024

الهجوم الروسي على أوكرانيا.. "تيك توك" يخوض حربه الأولى

الهجوم الروسي على أوكرانيا.. "تيك توك" يخوض حربه الأولى

Changed

تقرير حول قرار الهيئة الروسية للإعلام ببدء تقييد الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي (الصورة: غيتي)
بات تطبيق "تيك توك" واحدًا من أكثر المنصّات شعبية لمشاركة مقاطع الفيديو والصور الخاصة بالحرب الروسية الأوكرانية.

لم يكن الهجوم الروسي على أوكرانيا هو الصراع الأول الذي يتمّ تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ففي السنوات الماضية، من انتفاضات الربيع العربي، وغيرها من الحروب والنزاعات حول العالم، أصبحت المنصات الاجتماعية على غرار "فيسبوك" و"تويتر"، أكثر توجهًا نحو الوسائط المتعددة، وأصبحت الهواتف الذكية وسيلة مهمة لالتقاط الأحداث وبثّها مباشرة وقت حدوثها.

وفي هذا الإطار، تُعتبر الحرب في أوكرانيا "أول حروب تيك توك" وفقًا لمجلة "نيويوركر" الأميركية، التي اعتبرت أن التطبيق الناشئ حديثًا، والمملوك لعملاق التكنولوجيا الصيني "بايت دانس"، بات واحدًا من أكثر المنصّات شعبية لمشاركة مقاطع الفيديو والصور الخاصة بالحرب الروسية الأوكرانية.

وبالتالي، يواجه التطبيق إشكالية "المعلومات المضلّلة" وما إذا كان ينشر معلومات لم يتمّ التحقّق منها.

وبينما يحمل عدد كبير من المدنيين الأوكرانيين السلاح للدفاع عن بلادهم، كما أنهم ينشرون كاميراتهم المحمولة لتوثيق الهجوم بتفاصيل دقيقة، اعتبرت المجلة أن الحرب أصبحت "حرب محتوى، تتدفّق عبر كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي في وقت واحد، وتنتشر بسرعة بسبب التعاطف الغربي مع محنة الأوكرانيين".

وتتحدّث مقاطع فيديو الحرب هذه إلى مستخدمي "تيك توك" بلغتهم الخاصة، ويمكن أن تكون الفيديوات الأكثر شهرة، بمثابة شكل قوي من أشكال الدعاية للقضية الأوكرانية.

في 24 فبراير/ شباط الماضي، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق والمستخدم الماهر لوسائل التواصل الاجتماعي، بهذا الأمر مطالبًا مستخدمي "تيك توك" الروس إلى جانب "العلماء والأطباء والمدوّنين والكوميديين الاحتياطيين" بالتقدّم والمساعدة في إيقاف الحرب.

تجربة أكثر الحاحًا

على "تيك توك"، يخلق محتوى المقاطع والمساحات الرقمية إحساسًا بالعلاقة الحميمة يفتقر إليها أحيانًا التصوير الصحافي. وتتداخل الأشكال المختلفة للمحتوى بشكل مربك، المحترف مع الهواة، والمتعمد مع العرضي.

ومن غير المرجّح أن تدوم وثائق وسائل التواصل الاجتماعي - فهي سريعة الزوال حسب التصميم- ولكن بالنسبة للمستهلك، يمكن أن تخلق تجربة أكثر إلحاحًا وغامرة للموقف الذي يتكشف في الوقت الحالي.

امرأة تلد وهي تحتمي في محطة مترو كييف، بينما تتجمّع العائلات مع القطط والكلاب، أب أوكراني يودع عائلته بالدموع، جرار زراعي يسحب دبابة روسية مهجورة، رجل بريطاني يحزم كيسًا، بما في ذلك الشاي، ليذهب إلى أوكرانيا لإنقاذ زوجته وابنه، مقتطفات تقدم مونتاجًا للحياة فجأة في زمن الحرب، وتستحضر أفكارًا عن كيفية رد فعلك في مثل هذه الظروف المروّعة، المجهّزة بكاميرا هاتف فقط.

لقد استغل زيلينسكي بنفسه هذا الأمر بذكاء، وأسر العالم بمقاطع فيديو له مسجّلة من الشارع. لقد استخدم هذا النوع من التوثيق لمحاربة الشائعات القائلة بأنه فرّ من البلاد، حيث صوّر نفسه على أنه يمثّل كل فرد يخوض صراعًا هائلاً.

قالت المجلة: "هناك جوانب سلبية واضحة لتلقّي التحديثات من حرب فوضوية من خلال أجزاء متفرقة من الوسائط الرقمية. وكل ما يتفاعل يصبح أكثر شيوعًا، بغض النظر عن مصدره أو جودته".

وتسهّل الخوارزمية الخاصة بتيك توك استهلاك مقطع فيديو واحد بشكل سلبي والانتقال إلى الفيديو التالي من دون التشكيك في مصدر المحتوى.

في الأسبوع الماضي، جذب مقطع فيديو بعنوان "شبح كييف" (Ghost of Kyiv)، يزعم أنها تُظهر طيارًا مقاتلًا يُسقط طائرات روسية، ملايين المشاهدات على "تيك توك". لكن المقطع هو من لعبة فيديو باسم "دي سي اس" (D.C.S.)، وحقيقة أن الفيديو كان مزيفًا لم يمنع الأشخاص من مشاركته أو مشاركة مقاطع أخرى تحمل تصنيفًا خاطئًا.

وفي هذا الإطار، من المرجّح أن يُثير تدفّق مقاطع فيديو "تيك توك" شعورًا بالتعاطف لا يدوم إلا لفترة كافية لإبقائنا نتصفّح.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close