الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

الوكالة الذرية تنتقد إيران وسط ترحيب إسرائيلي.. هل استحكمت عُقد الملف النووي؟

الوكالة الذرية تنتقد إيران وسط ترحيب إسرائيلي.. هل استحكمت عُقد الملف النووي؟

Changed

ناقشت فقرة من "الأخيرة" تداعيات التطورات الأخيرة حول الملف النووي الإيراني (الصورة: غيتي)
حثت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة إيران على الاستجابة لنداء المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماتها القانونية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكأن الملف النووي الإيراني يعود من حيث بدأ، حيث انهارت جسور الثقة، وسادت حالة من الضبابية على مستقبل مفاوضات متعثّرة أساسًا لإحياء الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.

ورغم كل ذلك، لا يُغلق باب الدبلوماسية بالكامل، وإن كانت مساحته تضيق. هي أوراق ضغط وقوة يجمعها كل طرف، لكن يخشى مراقبون أن ثقلها قد يهوي بطاولة المفاوضات برمتها.

ودعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، أمس الأربعاء، إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة دون مزيد من التأخير لتجنّب أي إجراء في المستقبل، وذلك بعد أن أصدر مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة بأغلبية ساحقة قرارًا ينتقد طهران على عدم تعاونها وتفسير وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها.

وقالت الدول الأربعة، في بيان مشترك: "نحثّ إيران على الاستجابة لنداء المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماتها القانونية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوضيح وحلّ القضايا بشكل كامل دون مزيد من التأخير".

وأضاف البيان: "إذا قامت إيران بذلك، واستطاع المدير العام للوكالة رافاييل غروسي الإفادة بأن قضايا الضمانات التي لم يتمّ حلها، لم تعد معلّقة، فلن نرى حاجة لأن يواصل المجلس دراسة واتخاذ إجراءات بشأن تلك القضايا".

من جهته، رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن القرار "كشف الوجه الحقيقي لإيران، وإخفاءها لأنشطتها في المجال النووي عن العالم".

وطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على البرنامج النووي الإيراني، داعيًا مجلس الأمن الدولي إلى التعامل مع "الممارسات الإيرانية الخاطئة" في المجال النووي.

تصعيد مدروس

وتقيّد إيران عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مقابل ما تعتبره تسييسًا في سلوك وتقرير مديرها العام.

وأوقفت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية عمل كاميراتين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكامل، مهددة باتخاذ مزيد من الإجراءات.

إلا أن طهران كانت حريصة على ألا تكون الكاميرتان ضمن اتفاقات الضمانات التي تشمل 80% من أنظمة مراقبة الوكالة في المنشآت النووية الإيرانية.

وقال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في حديث إلى "العربي": "نأمل أن ترد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تعاوننا معها بالمثل، لا بسوء نية".

وتقوم إيران بتصعيد مدروس ردًا على الوكالة. ويحذر رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي من أن مواصلة السياسات الغربية ستقضي على الآمال باحياء الاتفاق النووي أيضًا.

خطوات تقنية برسائل سياسية تبعثها إيران إلى الوكالة الدولية والأطراف الغربية في مفاوضات فيينا.

وقالت معصومة بور صادقي محررة الشؤون السياسية في وكالة الأنباء الإيرانية في حديث إلى "العربي": "بالنظر إلى كل التطورات، من الواضح أن الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، تواصل الضغوط القصوى للحصول على تنازلات من إيران".

من جهته، أوضح عبد الوهّاب القصّاب الباحث السياسي في المركز العربي في واشنطن، أن الغرب لا يملك أي وسيلة ضغط على إيران باستثناء العقوبات التي لم تؤد إلى نتيجة كبيرة على الساحة الإيرانية.      

وقال القصّاب في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إن ما يحصل الآن من فصل كاميرات، وتقرير الوكالة الذرية، يتمحور حول شراء الوقت، واستخدام أقصى ما يملك الطرفان من أوراق ضغوط.

وأكد أن سيناريو العراق لا يُمكن أن يتكرّر في إيران.

واعتبر أن الإدارة الأميركية منحازة إلى الأصوات في الكونغرس التي ترفض العودة إلى الاتفاق السابق مع إيران، ولذلك تلكأت في تسريع عملية العودة إلى الاتفاق النووي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close