الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بعد إزالتها كاميرتي مراقبة.. إيران تنفي تنفيذ أي أنشطة نووية سرية

بعد إزالتها كاميرتي مراقبة.. إيران تنفي تنفيذ أي أنشطة نووية سرية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي"مع الدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار تناقش آخر التطورات في الملف النووي الإيراني (الصورة: غيتي)
أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية أن ليست لدى بلاده أي أنشطة نووية سرية وغير مدونة ومواقع أو أنشطة مجهولة الهوية، معتبرًا الوثائق التي تم تقديمها في هذا الإطار "مزورة".

في خطوة من المرجح أن تزيد من التوتر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أزالت إيران كاميرتي مراقبة تابعتين للوكالة التابعة للأمم المتحدة من إحدى منشآتها النووية اليوم الأربعاء، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي.

وقال التلفزيون الرسمي: "حتى الآن، لم تتجاهل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعاون الذي يعود لحسن نية إيران فحسب، بل اعتبرت ذلك واجبًا أيضًا".

وأضافت "اعتبارًا من اليوم، أمرت السلطات المعنية بإغلاق كاميرات المراقبة لمقياس التخصيب عبر الإنترنت".

بدوره، أبلغ بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية التلفزيون الرسمي أنه "لا يمكن أن تكون إيران متعاونة في وقت تتصرف فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطريقة غير منطقية. نأمل أن تعود الوكالة إلى رشدها وتستجيب بالتعاون مع إيران".

إيران تنفي وجود أية أنشطة نووية سرية

من جهته، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد إسلامي بأن ليست لدى بلاده أي أنشطة نووية سرية وغير مدونة ومواقع أو أنشطة مجهولة الهوية، معتبرًا الوثائق التي تم تقديمها مزورة وخطوة سياسية للضغط الأقصى على طهران.

وعلى هامش اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الأربعاء، قال إسلامي في تصريح نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية: إن التحرك الأخير للدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) وأميركا وتقديم مسودة قرار ضد إيران هو في الواقع خطوة سياسية تتماشى مع سياسة الضغط الأقصى. ويتم السعي لتحقيق أهدافها الرئيسية بدعم فكري وقيادة من الكيان الصهيوني.

وأضاف: "منذ 20 عامًا وهم يوجهون اتهامات ضد إيران"، معتبرًا أن موافقة بلاده على الاتفاق النووي جاءت لإزالة هذه الاتهامات وبناء الثقة، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهتها الدول الغربية ضد طهران.

وتابع: "لقد حصل تفاهم لم يلتزم به الطرف الآخر، وقبلت إيران بقيود في غالبية برنامجها النووي ولكن مع مشروع القرار هذا، نعود إلى بداية السطر وتكرر القصص ذاتها.

وأكد إسلامي أن "إيران تفاوضت على مدى أشهر وتم الانتهاء من نص الاتفاق وجرى التفاوض حول الحظر، في حين يهدد الكيان الصهيوني بلادنا بعمليات إرهابية وتخريبية ويتكلم بلغة التبججات والتخرصات ويقول: لو لم توقف إيران برنامجها النووي فنحن سنوقفه! هل يسود في العالم قانون الغاب؟".

ويوم الجمعة الماضي، أبلغت إسرائيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تفضل حلًا دبلوماسيًا على المواجهة بشأن البرنامج النووي الإيراني، لكنها قد تتحرك بمفردها، مؤكدة تهديدًا مستترًا منذ فترة طويلة بشن حرب استباقية.

التهديدات الإسرائيلية

وفي لقاء مع "العربي"، رأى الدبلوماسي الإيراني محمد مهدي شريعتمدار، أن "كل الضغوط التي يحاول الأميركيون فرضها ضد طهران خلال هذه الفترة لم تنفع، في ظل الموقف الإيراني الحازم بضرورة التزام الولايات المتحدة بجميع الالتزامات التي تقتضيها الاتفاقية باعتباره شرطا أساسيًا للعودة إلى هذا الاتفاق ولإحيائه".

وأردف أن الاتفاق النووي الإيراني أصبح مجمدًا، متسائلًا عن حجة الأطراف الأوروبية والأميركية من أجل الضغط الإيران، مشيرًا إلى أن الوثيقة الوحيدة التي تحدد نسبة التخصيب وتضع شروطًا على إيران في نشاطاتها النووية هي الاتفاق بحد ذاته والذي نقضته الولايات المتحدة وخرجت منه، مؤكدًا أنه لا يوجد نص قانوني يمكن الاستناد إليه من أجل إدانة إيران أو الطلب منها تحديد نشاطها النووي.

وأشار شريعتمدار إلى أن "التهديدات الإسرائيلية تدل على صحة الموقف الإيراني في إظهار عدوانية هذا الكيان"، وأن حالة "الاضطراب بين محور المقاومة وإيران من جهة والكيان الإسرائيلي ليست جديدة وغير مرتبطة بالملف النووي"، لافتًا إلى أن هذه التهديدات تندرج تحت إطار الحرب الخفية.

عدم تعاون إيران مع الوكالة الذرية

في غضون ذلك، أثارت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا غضب إيران بتقديم مسودة قرار لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد إيران لعدم تقديمها إجابات شافية لأسئلة الوكالة بشأن آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة.

ويحض النص إيران على التعاون التام مع الوكالة، ويعد الأول من نوعه منذ تم تبني إجراء مشابه ضد طهران في يونيو/ حزيران 2020.

وتعد هذه الخطوة كذلك مؤشرًا على نفاد صبر القوى الغربية، جراء الجمود الذي طرأ على المحادثات الرامية لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي.

وأشار النص الذي وجهته الدول الأوروبية الثلاث إلى أن برنامج إيران النووي الآن "أكثر تقدمًا من أي وقت مضى"، مضيفًا أن مراكمة إيران لليورانيوم المخصب ليس له "مبرر موثوق للاستخدامات المدنية".

ومن المقرر أن يطرح نص مسودة القرار في الاجتماع الفصلي الذي يعقد هذا الأسبوع لمجلس محافظي الوكالة، حيث يتم التصويت عليه أيًضا.

وأمس الثلاثاء، حمّلت الولايات المتحدة الأميركية إيران مسؤولية عدم توصل الجانبين حتى الآن إلى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، معتبرة أن "مطالبات إيران برفع العقوبات تمنع إحراز تقدم".

وكالة الطاقة تؤكد قدرة إيران على صنع "سلاح نووي"

ووفقًا لأحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تملك إيران الآن 43,1 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.

وصرح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي للصحافيين الإثنين بأن الأمر سيكون "مجرد أسابيع قليلة فقط" قبل أن تتمكن إيران من الحصول على المواد الكافية لصنع سلاح نووي إذا استمرت في تطوير برنامجها.

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، كثفت طهران من عمليات تخصيب اليورانيوم، وهي عملية قد ينتج عنها وقود يصلح لصنع قنابل ذرية. وتقول إيران: إن برنامجها النووي سلمي تمامًا.

وتهدف المحادثات، التي تواجه العديد من المصاعب، هو إعادة كل من إيران والولايات المتحدة للالتزام الكامل ببنود الاتفاق.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة