الجمعة 10 مايو / مايو 2024

امرأة تموت كل دقيقتين.. الأمم المتحدة تحذر من وفيات الحوامل

امرأة تموت كل دقيقتين.. الأمم المتحدة تحذر من وفيات الحوامل

Changed

فقرة من أرشيف "العربي" حول ارتفاع الضغط عند المرأة الحامل (الصورة: غيتي)
شهدت بيلاروسيا أكبر تراجع في معدلات وفيات الحوامل، بينما سجّلت فنزويلا نسبة الزيادة الأكبر لهذه المعدلات، تلتها قبرص ثم اليونان ثم الولايات المتحدة.

رغم انخفاض نسبة وفيات الحوامل بمعدل الثلث خلال عشرين سنة، لكن العالم لا يزال يسجّل وفاة واحدة بين النساء كل دقيقتين، نتيجة مضاعفات مرتبطة بالحمل أو الولادة، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس.

وتراجعت معدلات وفيات النساء الحوامل بصورة كبيرة بين عامي 2000 و2015، ثم شهدت بين 2016 و2020 استقرارًا أو ارتفعت في بعض البلدان.

وأشار تقرير للأمم المتحدة أعدّته منظمة الصحة العالمية إلى أنّ المعدل العالمي لوفيات الحوامل انخفض بنسبة 34,3% بين عامي 2000 و2020.

وكانت بيلاروسيا البلد الذي شهد أكبر تراجع في معدلات وفيات الحوامل، بينما سجّلت فنزويلا نسبة الزيادة الأكبر لهذه المعدلات، تلتها قبرص ثم اليونان ثم الولايات المتحدة.

وعلى المستوى العالمي، توفيت 287 ألف امرأة في أثناء حملها أو وضعها مولودها عام 2020، وهو ما يعادل تسجيل وفاة واحدة كل دقيقتين، مقابل 446 ألف وفاة شهدها عام 2000.

إلا أنّ هذا الانخفاض طفيف مقارنة بـ309 آلاف حالة وفاة مماثلة سُجلت عام 2016، حين دخلت أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حيز التنفيذ.

"تجربة تنطوي على خطورة"

وفي بيان، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أنّ الحمل لا يزال "تجربة تنطوي على خطورة كبيرة لملايين النساء في العالم غير المُتاحة لهنّ خدمات صحية مناسبة وذات نوعية جيدة".

وأضاف: "الأرقام الجديدة تظهر الحاجة الملحة لضمان حصول كل امرأة وفتاة على الخدمات الصحية الأساسية قبل الولادة وخلالها وبعدها، وإمكانية ممارسة حقوقهنّ الإنجابية بصورة تامة".

وفي السنوات الأخيرة، ارتفعت معدلات وفيات الحوامل أو شهدت استقرارًا في مختلف الدول تقريبًا، باستثناء أستراليا ونيوزيلندا ووسط آسيا وجنوبها.

وارتفعت معدلات وفيات الحوامل بين عامي 2016 و2020 بنسبة 17% في أوروبا وأميركا الشمالية، و15% في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وتركزت هذه المعدلات بصورة كبيرة في المناطق الأكثر فقرًا في العالم وفي البلدان التي شهدت نزاعات.

وعام 2020، أتى 70% من إجمالي الوفيات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث معدلات وفيات الحوامل هي أعلى بـ 136 مرّة، من المعدلات المماثلة في أستراليا ونيوزيلندا، وهما الدولتان اللتان سجّلتا أدنى أرقام، وفق معدّة التقرير جيني كريسويل، في مؤتمر صحافي.

وأتت معدلات وفيات الحوامل في تسعة بلدان تواجه أزمات إنسانية حادة هي: اليمن والصومال وجنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد والسودان وأفغانستان، أكثر من ضعف المتوسط العالمي.

أسباب وفاة الحوامل

وتمثلت الأسباب الرئيسة لوفاة الحوامل بالنزف الحاد، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات المرتبطة بالحمل، ومضاعفات الإجهاض غير الآمن، وحالات مرضية قد تصبح حادة نتيجة الحمل (كفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا)، وكلها يمكن الوقاية منها ومعالجتها، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وكان المختص في طب النساء، د. أنطوان مزهر، قد أكد في تصريح سابق لـ "العربي" أن ارتفاع ضغط عند الحامل يضعها في خانة السيدات المعرضات للحمل ذو مخاطر، مؤكدًا ضرورة متابعة هؤلاء النساء عند طبيب متخصص بالحمل الذي ينطوي على مخاطر تجنبًا لتعرضها وجنينها لمضاعفات.

وأكدت المنظمة أهمية خضوع الحوامل لفحوص ما قبل الولادة وتلقيهنّ الرعاية اللازمة ما بعد الولادة، مشيرةً إلى أنّ تحكّم النساء في صحتهنّ الإنجابية "أمر ضروري"، وتحديدًا في ما يتعلق باتخاذهنّ قرار الإنجاب ومتى يرغبن في ذلك، حتى يتمكنّ من التخطيط للحمل وترك فترة زمنية بين حالات الحمل الخاصة بكل امرأة.

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم، في بيان: "يمكننا وينبغي علينا اتخاذ خطوات أفضل من خلال الاستثمار بصورة عاجلة في تنظيم الأسرة وسد النقص العالمي في ممرضات التوليد البالغ 900 ألف ممرضة".

ورأى الطبيب أنشو بانيرجي من منظمة الصحة العالمية أنّ الإحصاءات التي تتناول السنوات التي تلي عام 2020 وغير المعروفة بعد، تبدو قاتمة بسبب الآثار الناجمة عن جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية التي تعصف بدول العالم.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close