الإثنين 6 مايو / مايو 2024

انتخب لولاية ثانية.. غيبريسوس من "طفل حرب" إلى رئيس لمنظمة الصحة

انتخب لولاية ثانية.. غيبريسوس من "طفل حرب" إلى رئيس لمنظمة الصحة

Changed

فقرة سابقة من "شبابيك" تضيء على إنجازات وإخفاقات منظمة الصحة العالمية حيال جائحة كورونا (الصورة: تويتر/ صفحة منظمة الصحة)
يُعرّف تيدروس أدهانوم غيبريسوس نفسه بأنه رجل سلام أمضى طفولته في الحرب. وكان قد تسلّم سابقًا منصبي وزارة الصحة والخارجية في إثيوبيا.

أعيد انتخاب الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، وهو أول إفريقي يقود منظمة الصحة العالمية، لولاية ثانية الثلاثاء مدتها خمس سنوات، كما أعلن رئيس جمعية الصحة العالمية.

وصوّتت الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 194 لصالح استمرار تيدروس في منصب المدير العام لهذه الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة.

يُعرّف تيدروس أدهانوم غيبريسوس نفسه بأنه رجل سلام أمضى طفولته في الحرب. وكان قد تسلّم سابقًا منصبي وزارة الصحة والخارجية في بلاده إثيوبيا. 

ويشير تيدروس، الذي برز حضوره في فترة مكافحة جائكة كورونا، إلى أن ولايته شهدت النزاع في اليمن وفي أوكرانيا، ويشدد على حرصه على الذهاب إلى الخطوط الأمامية وزيارة المستشفيات الأوكرانية التي تعرضت للقصف.

وأكد تيدروس مؤخرًا أن "الحرب تهز وتدمر الأسس التي قامت عليها المجتمعات المستقرة سابقًا حتى أكثر من الأوبئة" وتخلف النزاعات "ندوبًا نفسية قد يستغرق الشفاء منها سنوات أو عقودًا" وأن "السلام ضروري للصحة". وتسبب هذه الندوب معاناة عايشها بنفسه خلال الحرب في بلده إثيوبيا.

"طفل حرب"

وقال مدير منظمة الصحة العالمية، بشيء من التأثر، في افتتاح الدورة الخامسة والسبعين لجمعية الصحة العالمية التي تضم الدول الأعضاء في المنظمة: "أنا طفل حرب".

وأضاف إلى أن أزيز الرصاص والقذائف، ورائحة الدخان بعد الانفجار، ومشهد الرصاص الخطاط في السماء ليلًا، والخوف والألم والفقد، "كلها أمور ستبقى في ذهني ما حييت، لأنني عايشت الحرب عندما كنت طفلًا".

وأشار إلى أن والدته عندما كانت تسمع طلقات نارية ليلًا "تجعلنا ننام تحت السرير (...) على أمل حمايتنا في حال سقطت قذيفة على منزلنا". 

ولكن مع تجدد الحرب في إثيوبيا عام 1998، بعد سنوات، عاد "هذا الخوف" عندما جاء دور أطفاله "للاختباء في القبو". وأقر أنه شعر "من جديد بنفس الألم" عندما اندلع النزاع في منطقة تيغراي التي يتحدّر منها، في نهاية عام 2020.

وقال "أنا لست مجرد طفل حرب، إنها تتبعني في كل مكان". وعرف الموت خلال طفولته بوفاة أخ له لعدم حصوله على الأدوية المناسبة.

تركيز على أفريقيا

ويحظى تيدروس بتقدير كبير، وبخاصة من قبل الأفارقة، لأنه سمح لنظرة المجتمع الدولي، خاصة أثناء الوباء، بالتوجه أكثر نحو هذه القارة.

لكن اللافت أن الانتقاد الأبرز له جاء من بلده إثيوبيا. فقد اتهمته الحكومة الإثيوبية بـ"استغلال منصبه" إثر تصريحات تطرق فيها إلى الوضع الإنساني في منطقة تيغراي.

ومنحه وصول الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض والذي أعاد الولايات المتحدة إلى عضوية منظمة الصحة العالمية، دفعًا في حين أنه تعرض لهجمات مستمرة من الرئيس السابق دونالد ترمب الذي قطع المساعدات للمنظمة، متهمًا إياها بأنها قريبة جدًا من الصين وبسوء إدارة الجائحة.

وتسببت اللهجة الأشد انتقادًا من جانب تيدروس حيال الصين حين اعتبر أنها لم تكن شفافة ما فيه الكفاية بخصوص منشأ الوباء، انتقادات واسعة من بكين التي دعمت رغم ذلك إعادة ترشيحه.

كما كان موضع اتهامات علنية من عشرات من الدول الأعضاء بسبب غضبها من تعامله مع فضيحة العنف الجنسي التي طالت موظفين في المنظمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذين اعتبروا رد فعله ضعيفًا وبطيئًا للغاية. 

وأظهرت الجائحة أيضًا أن دعواته بقيت في غالب الأحيان من دون صدى كما حصل حين دعا الدول الغنية الى بذل المزيد من الجهود للحد من عدم المساواة في مكافحة كوفيد-19 أو فرض تجميد على الجرعات المعززة من اللقاح وتحويلها إلى الدول الفقيرة للاستفادة منها.

وبعد ولاية أولى شهدت ظهور وباء كوفيد وكشفت عن مواطن القصور في عمل منظمة الصحة العالمية، سيكون على تيدروس أن يفوز بتحدي تعزيز هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة لتحسين تنسيق الاستجابة لأزمات الصحة العالمية ومنع أوبئة في المستقبل.

ولا يزال يتعين تحديد معالم الإصلاح من قبل البلدان التي لا يرغب بعضها في إعطاء المزيد من السلطة لمنظمة الصحة العالمية.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close