حذر العلماء من أن فيروس جدري القرود قد تطور "أكثر بكثير" مما كان متوقعًا، لأن الفيروس الذي يُشاهد عادة فقط في إفريقيا يستمر في اجتياح العالم.
واكتشفت 17 دولة حتى الآن الفيروس في تفشٍ عالمي غير مسبوق هذا الشهر، مما أثار مخاوف من انتشار الفيروس بسهولة بين البشر.
طفرات جديدة
ويزعم علماء الفيروسات البرتغاليون، المكلفون بإجراء دراسات لتتبع تطور الفيروس، أن السلالة المنتشرة حاليًا تشبه إلى حد بعيد تلك التي ظهرت في بريطانيا قبل أربع سنوات، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
لكن العينات المأخوذة من بعض المرضى الذين أصيبوا بالفيروس الجديد تشير إلى أن الفيروس جمع 50 طفرة إضافية.
وكتب الباحثون أن هذا كان "أكثر بكثير مما يتوقعه المرء بالنظر إلى معدل الاستبدال المقدر لفيروسات الأورثوبوكس". كما حذروا من أن "القفزة التطورية" ربما تكون قد خلقت "فيروسًا مفرط التحور".
وفي الوقت نفسه، حذرت الشركة الدنماركية المصنعة للقاح الجدري الذي اعتبر فعالًا أيضًا ضد جدري القرود، من أن تفشي المرض أصبح أكثر تواترًا. وزعمت أنه قد يرجع إلى "التطور الجيني" للفيروس.
ومع ذلك، لا يزال الخبراء يحللون جينوم جدري القرود. لكن منظمة الصحة العالمية قالت يوم الإثنين إنه لا يوجد ما يشير إلى تحور الفيروس، وإن السلالة المنتشرة حاليًا هي أخف بكثير من غيرها.
تفشي الفيروس
في غضون ذلك، أشار خبراء في المعهد الوطني البرتغالي للصحة في لشبونة، الذين حللوا سلالات جدري القرود، إلى أن هذا التفشي في عدة بلدان "على الأرجح له أصل واحد '' في حدث واسع الانتشار.
وقالت الدكتورة إميليا سكيرمونت، عالمة الفيروسات بجامعة أكسفورد، إن بعض التسلسلات تحتوي على العديد من الطفرات والحذف. وأشارت إلى أن الخبراء اعتقدوا في السابق أنها يمكن أن تزيد من انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر.
ومع ذلك، قالت سكيرمونت: "على الرغم من معدل انتقال أعلى من المتوقع''، فإنه "لا يزال غير قريب'' من السرعة التي ينتشر بها فيروس كوفيد.
وتم رصد إصابات متفرقة بجدري القرود خارج إفريقيا، حيث ينتشر الفيروس في الحيوانات. وسُجلت إصابات في أستراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد والولايات المتحدة. كما أعلنت الإمارات أمس تسجيل أول إصابة بالفيروس.
واكتشف المرض للمرة الأولى في قرود المختبر في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. وعادة ما يكون وقع الفيروس خفيفًا، ولكن يمكن أن يسبب مرضًا شديدًا في بعض الحالات. ويمكن أن يقتل ما يصل إلى 10% من الأشخاص الذين يصابون بالعدوى.