الخميس 2 مايو / مايو 2024

انحياز الإعلام الغربي لإسرائيل.. استشهاد شيرين أبو عاقلة يفضح ازدواجية المعايير

انحياز الإعلام الغربي لإسرائيل.. استشهاد شيرين أبو عاقلة يفضح ازدواجية المعايير

Changed

"العربي" يلقي الضوء على ازدواجية المعايير في تغطية وسائل الإعلام الغربية لخبر اغتيال شيرين أبو عاقلة (الصورة: تويتر)
كشف استشهاد شيرين أبو عاقلة عدم مهنية مقاربة الإعلام الغربي خصوصًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين.

شغل خبر اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال وسائل الإعلام كافة في العالم، لكن لم تتم تغطيته بالطريقة نفسها خاصة في بعض وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية، ليعبر عدد من النشطاء عن غضبهم من المعايير المزدوجة التي اعتمدتها بعض الوسائل الإعلامية في نقل الخبر.

فمرة أخرى كشف الإعلام الغربي عن عدم مهنتيه عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث قارن الباحث البريطاني مارك أوين جونز بين خبرين لصحيفة "غارديان" البريطانية الأول عن مقتل المخرج والصحافي الأميركي برنت رينو في أوكرانيا بتاريخ 13 مارس/ آذار، والثاني عن مقتل أبو عاقلة.

إذ في الخبر المتعلق باستشهاد شيرين، عنونت الصحيفة البريطانية: "الجزيرة تتهم القوات الإسرائيلية بقتل صحفية في الضفة الغربية"، أما خبر رونو فكان عنوانه: "الإعلان عن مقتل المخرج الأميركي برنت رونو على يد القوات الروسية في أوكرانيا".

برهان صحفي عن ازدواجية المعايير

ولإثبات عدم مهنية "الغارديان" في نقل هذا الخبر، اختار الباحث البريطاني أن يعيد كتابة خبر مقتل المخرج الأميركي على شاكلة خبر مقتل شيرين أبو عاقلة، ليصبح العنوان: "مدير شرطة كييف يتهم روسيا بمقتل صحفي في أربين".

فالعنوان الجديد بالطبع سيثير تشكيك القارئ، كونه منسوب لجهة في الصراع وهي شرطة كييف أي وجهة النظر الأوكرانية، كما أن حذف اسم الصحافي من العنوان يجعله مبنيًا للمجهول.

بالإضافة إلى ذلك، فإن العنوان الفرعي لخبر اغتيال شيرين أبو عاقلة حمل الكثير من التساؤلات إذ كتب: "يبدو أن السلطات الإسرائيلية تراجعت عن اتهامات سابقة تحمل الفلسطينيين المسؤولية عن مقتل شيرين أبو عاقلة".

أما العنوان الفرعي عن مقتل الأميركي، فجاء على الشكل التالي: "تعرض الصحفي الحائز على جوائز وزميله -الذي نجا- لإطلاق نار بالقرب من حاجز في أربين".

أي أنه بالمقارنة البسيطة، يتبين أن العنوان الفرعي عن مقتل أبو عاقلة يبرز الرواية الإسرائيلية على عكس خبر مقتل رونو الذي لا يذكر البتة الرواية الروسية.

ليقترح الباحث البريطاني من جديد عنوانًا فرعيًا ثانيًا وهو: "وسائل إعلام روسية تقول إن برنت رونو قتل برصاص أوكراني".

وبناءً على ما ذكر، أكّد مارك أوين جونز أن الإعلام الغربي يشكك كثيرًا في الرواية الروسية فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية بطريقة تفوق بكثير تشكيكه في الرواية الإسرائيلية، رغم أن إسرائيل هي قوة محتلة تمارس التمييز العنصري وتقتل فلسطينيين وصحفيين بحسب تقارير موثقة.

التحيز الأميركي للرواية الإسرائيلية 

وفي مثالٍ آخر، بينت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بدورها عن عدم موضوعيتها فيما يتعلق بالخبرين عينهما، إذ بخبر رينو عنونت: "مقتل الصحفي الأميركي برنت روني في أوكرانيا".

في حين عنونت خبر استشهاد أبو عاقلة كالتالي: "وفاة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة عن 51 عامًا"، في تبيانٍ واضح لا يحتاج حتى للتعليق.

حتى إن وكالة "الأسوشييتد برس" الأميركية كتبت على نحو مماثل أن "شيرين أبو عاقلة قد قتلت بطلق ناري في الضفة الغربية"، مرددة الرواية الإسرائيلية التي تحدثت عن إطلاق نار كثيف وهجوم بالمتفجرات، دفع القوات الإسرائيلية "التي كانت في مهمة إلى إطلاق النار".

وأوحت هذه التغطية أن الصحافية قضت أثناء تبادل لإطلاق النار، وهو أمر منافٍ للحقيقة.

تغطية إعلامية تعكس الرؤية السياسية

 ومن رام الله يتحدث أحمد رفيق عوض أستاذ الإعلام في جامعة القدس إلى "العربي" عن أسباب تحييد الصحافة الغربية للقضايا الفلسطينية، وأبرزها أن معظم وسائل الإعلام الأجنبية وتحديدًا الأميركية منها والأوروبية هي "بأيدي اللوبي الصهيوني اليهودي الذي يتابع كل المضامين والتصريحات في الإعلام وحتى في الأفلام".

ووفق عوض يقوم هذا اللوبي من خلال هذه المتابعة الحثيثة بتجريم الصحافيين والسياسيين الذين لا يمتثلون لشروطهم، ويجفف عنهم الأضواء، لذلك يجد بعض الصحافيين أنفسهم في بحث عن السلامة المهنية وحتى الشخصية.

والسبب الثاني بحسب أستاذ الإعلام في جامعة القدس، فهو أن الفلسطيني بحد ذاته "ملتبس" لدى الغرب بسبب الشيطنة الإعلامية الإسرائيلية، بحيث يصورونه دائمًا على أنه "إما فاسد أو إرهابي".

 ويردف عوض: "الخطاب الإعلامي هو خطاب سياسي ويخدم الرؤية السياسية الغربية وهو ممول من الجهات السياسية".

أما عن سبب التحيز الواضح في أوروبا خصوصًا، فيعتقد عوض أن هناك "قوًى وأحزابًا وجمعياتٍ تدعم هذا الخطاب التمييزي الذي يحاول إسكات وشيطنة الصوت الفلسطيني.. في مقاربة سياسية إيديولوجية عبر صياغة الخبر من خلال المرجعيات المالية والعقائدية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close