في اللحظة الأخيرة، وقبل 3 أيام فقط من يوم الحسم المفترض الأحد المقبل، أعلن محرم إنجه انسحابه من الانتخابات الرئاسية في تركيا، بعدما نال ما بين 2 و4% فقط من نوايا التصويت.
لكنّ تجربة إنجه هذه لم تكن الأولى، فهو سبق أن خسر السباق الرئاسي في العام 2018، وفاز في حينه الرئيس رجب طيب أردوغان من الجولة الأولى.
صحيح أنه كان موضع انتقاد بالنسبة للبعض لعدم خروجه لتحية أنصاره رغم الهزيمة، إلا أنه انشقّ بعد ذلك عن حزب "الشعب الجمهوري" ليؤسس حزبًا آخر، فضلًا عن الترشح من جديد في انتخابات 2023 قبل انسحابه. ويخوض السباق الانتخابي إلى الرئاسة أيضًا كل من أردوغان وكمال كليتشدار أوغلو وسنان أوغان.
والرجل الذي يفتخر بولائه لمبادئ مؤسّس الجمهورية التركية مصطفى أتاتورك رغم انشقاقه عن حزبه، يصف نفسه بـ"الخط الثالث في البلاد".
وشملت وعوده الانتخابية في الاستحقاق المرتقب في الرابع عشر من مايو/ أيار الجاري، قبل انسحابه منه، تعزيز سيادة القانون وحرية الصحافة.
من هو محرم إنجه؟
وُلد محرم إنجه في العام 1964. عمل مدرّسًا لمادة الفيزياء كما كان مديرًا لإحدى المدارس. أصبح نائبًا للمرة الأولى في العام 2002، ثم ترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2018.
يومها رشحه حزب "الشعب الجمهوري"، الغريم التاريخي لحزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فتعهد بالعودة إلى الثوابت العلمانية لمؤسّس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك وبالعمل على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
كما طالت وعوده القصر الجمهوري في أنقرة، الذي قال إنه سيقوم ببيعه أو بتحويله إلى دار للشعب في حال انتخابه.
وتورد وكالة "فرانس برس" أن محرّم أنجه زار عقب ترشحه في عام 2018 مناطق عدة في البلاد ليست بالمعاقل المعهودة لحزب الشعب الجمهوري، ملقيًا "خطابات نارية" وملتقطًا صورًا على دراجة هوائية أو على جرار ليظهر أنه قريب من الشعب.
في المحصلة، نال إنجه 30.64% من الأصوات، وخسر أمام أردوغان الذي فاز بنيله 52.6% من الأصوات.
وعلى الأثر توارى عن الأنظار من دون أن يحيي مؤيديه، فيما بعث برسالة موجزة إلى صحافي بارز اعترف فيها بفوز أردوغان. تقول "فرانس برس" إن الرسالة تلك نُشرت في إحدى الصحف، ما قوّض شعبيته.
القطيعة النهائية مع الحزب
في العام 2021، أعلن محرم إنجه القطيعة النهائية مع حزب "الشعب الجمهوري" والخروج دون عودة من المعقل التاريخي للأتاتوركية في البلاد.
وإنجه الذي قام بتشكيل حزب جديد باسم "وطن"، رأى أن "الشعب الجمهوري" الذي أسسه أتاتورك ابتعد عن جذوره وقيمه ويعيش أزمات إيديولوجية ويعاني من خلافات عميقة بين قاعدته الشعبية وإدارته، وفق تعبيره.
وفي منتصف مارس/ آذار الماضي، أعلن الرجل خوضه السباق الرئاسي والترشح تحت لواء حزبه الجديد، بعد جمع مئة ألف توقيع يوجبها القانون على من لم يحصل حزبه أو الأحزاب التي تدعمه على 5% من الأصوات في الانتخابات الفائتة.
