الأحد 19 مايو / مايو 2024

انطلاق قمة جوار السودان.. الأمم المتحدة تعلن عن مقبرة جماعية في دارفور

انطلاق قمة جوار السودان.. الأمم المتحدة تعلن عن مقبرة جماعية في دارفور

Changed

تقرير لـ"العربي" يسلط الضوء على تطورات الحرب في السودان وسط فرض عقوبات أميركية وبريطانية على طرفي الصراع (الصورة: غيتي)
دفنت جثث 87 شخصًا على الأقل من عرقية المساليت في مقبرة جماعية في غرب دارفور، فيما تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف التصعيد وبدء مفاوضات جادة تهدف إلى وقف مستدام لإطلاق النار المتواصل منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وقال الرئيس المصري في افتتاح قمة دول جوار السودان بالقاهرة، إنّ "الاقتتال في السودان نتج عنه إزهاق أرواح مئات المدنيين ونزوح السكان إلى دول الجوار"، مؤكدًا أن تداعيات هذه الأزمة "تتطلب وقفًا فوريًا ومستدامًا للعملية العسكرية حفاظًا على الشعب والدولة" في السودان.

كما أشاد السيسي بمواقف دول الجوار السوداني التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين واللاجئين السودانيين منذ بدء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي.

قمة دول جوار السودان

ويشارك قادة دول جوار السودان السبع، في القمة التي تعقد بالعاصمة المصرية القاهرة لتسوية النزاع السوداني سلميًا، بحضور مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني.

وقبل ساعات من انطلاق القمة، ذكرت الرئاسة المصرية عبر بيان، أن السيسي استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في القصر الرئاسي، و"تباحثا حول سبل تسوية الأزمة في السودان، وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، وقضية سد النهضة (الإثيوبي الخلافي مع مصر والسودان)".

وبالإضافة إلى ممثلي دول جوار السودان السبع، أفادت المصادر أيضًا بمشاركة كل من "رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط".

ويجاور السودان 7 دول، هي مصر وليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، كما يمتلك السودان حدودًا بحرية مع المملكة العربية السعودية.

أما بالنسبة لطرفي النزاع في السودان، فقالت مصادر دبلوماسية لوكالة الأناضول التركية، إن "نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار يشارك في القمة، قادمًا من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما لم توجه القاهرة دعوة إلى قوات الدعم السريع للمشاركة".

وبجانب عقار، يضم الوفد السوداني وزير الخارجية المُكلف على الصادق، بحسب صحيفة "السوداني".

وفي 9 يوليو/ تموز الجاري أعلنت الرئاسة المصرية في بيان، استضافة "مؤتمر قمة دول جوار السودان" الخميس، لبحث "سبل إنهاء الصراع الحالي، والتداعيات السلبية له على دول الجوار".

وتناقش القمة "وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة"، وفق البيان ذاته آنذاك.

ولم تفلح جهود سعودية وأميركية وإفريقية في إقناع طرفي النزاع بوقف القتال، الذي انهارت خلاله هدنات عديدة وتسبب في أزمة إنسانية في إحدى أفقر دول العالم تنعكس تداعياتها على دول المنطقة، التي يعاني العديد منها صعوبات اقتصادية فاقمتها الأزمة السودانية.

مقبرة جماعية في دارفور

وجاء انطلاق قمة دول جوار السودان بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة عن مقبرة جماعية في غرب دارفور، حيث أفادت بدفن جثث 87 شخصًا على الأقل من المساليت وإثنيات أخرى يعتقد أنهم قتلوا الشهر الماضي على أيدي قوات الدعم السريع وحلفائها.

وأفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس، بأن 87 شخصًا على الأقل بعضهم من عرقية المساليت، دفنوا في مقبرة جماعية في غرب دارفور بالسودان.

وأضاف المكتب الأممي، أن لديه معلومات جديرة بالثقة عن مسؤولية قوات الدعم السريع عن ذلك.

بدوره، صرح المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: "أدين بأشد العبارات قتل المدنيين والعاجزين عن القتال، كما أشعر بالفزع من الطريقة القاسية والمهينة التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم".

ودعا إلى إجراء تحقيق سريع وشامل.

ومنذ 12 أسبوعًا يشهد السودان قتالًا في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما خلف آلاف القتلى، معظمهم مدنيون، وأكثر من 3 ملايين نازح ولاجئ في دول الجوار، وفقًا لوزارة الصحة والمنظمة الدولية للهجرة.

ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.

اشتباكات مسلحة عنيفة بين طرفي النزاع

ميدانيًا، تجددت الاشتباكات العنيفة، الخميس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأفاد شهود عيان بأن "اشتباكات عنيفة اندلعت جنوبي العاصمة الخرطوم في مناطق جبرة والعُشرة ومحيط سلاح المدرعات، مع سماع دوي انفجارات، وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في المنطقة".

وأوضح الشهود، أن مدينة أم درمان (غربي الخرطوم) شهدت أيضًا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بالقرب من المنطقة الصناعية والسوق الشعبي ومقار "سلاح المهندسين" و"الاحتياطي المركزي".

وحسب الشهود، شهدت مدينة بحري شمالي العاصمة تحليقًا مكثفًا للطيران الحربي، وانتشارًا للجيش السوداني في أحياء كافوري والشعبية وحلة حمد.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة