سُمع دويّ انفجارات في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف، على ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وفيما كانت قد أُطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا تقريبًا خلال الليل، لم يصدر أي تفسير رسمي للانفجارات.
محاصرون في مصنع للصلب
إلى ذلك، قالت وكالة "تاس" للأنباء نقلًا عن وزارة الدفاع الروسية: إنّ القوات الأوكرانية التي ما زالت تقاتل في ماريوبول ستنجو بنفسها إذا ألقت سلاحها ابتداء من الساعة السادسة صباحًا بتوقيت موسكو (03:00 بتوقيت غرينتش) اليوم الأحد.
وكانت روسيا قد أشارت إلى أنها قضت على المقاومة في كل المناطق الحضرية في ماريوبول. ولفتت إلى أن المقاتلين المتبقين في المدينة الساحلية المحاصرة، الذين تقول إنهم أوكرانيون وأجانب، محاصرون في مصنع أزوفستال للصلب.
ونقلت "تاس" عن الكولونيل ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، قوله: إن الوضع في المصنع "كارثي".
وأضاف: "نضمن الحفاظ على أرواح كل من يلقي سلاحه". وبموجب شروط الاتفاق المقترح سيغادر المدافعون المتبقون في المصنع بين الساعة السادسة صباحًا والواحدة ظهرًا بتوقيت موسكو، دون أسلحة أو ذخيرة.
ولم يصدر رد فعل فوري من كييف على العرض.
وأمس السبت، أفاد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي بأن الوضع في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة مازال عصيبًا للغاية، موضحًا أن كييف على تواصل يومي مع المدافعين عن المدينة.
حشد عسكري غربي.. حرب #أوكرانيا تتحول إلى معركة كسر عظام بين #روسيا والغرب pic.twitter.com/sL6774RvNK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 16, 2022
واتهم زيلينسكي في كلمة عبر الإنترنت، روسيا بمحاولة القضاء على سكان المدينة، لكنه لم يتطرق إلى زعم موسكو بأن قواتها طهّرت كل المناطق السكنية في ماريوبول من القوات الأوكرانية.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام أوكرانية، كرّر زيلينسكي تحذيرات بأن على العالم الاستعداد لاحتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية.
وقال: "يجب ألا ننتظر اللحظة التي تقرر فيها روسيا استخدام الأسلحة النووية"، مردفًا: "يجب أن نستعد لذلك".
وأضاف أن بلاده بحاجة لأدوية مضادة للإشعاعات وملاجىء للغارات الجوية، مشيرًا الى أن الروس "بإمكانهم استخدام أي سلاح، أنا على قناعة بذلك".
"لم تكن محادثة ودية"
إلى ذلك، قال المستشار النمساوي كارل نهامر في مقابلة مع شبكة "إن. بي. سي" الأميركية، نقلتها وكالة "أسوشيتد برس": إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يعتقد أنه يكسب الحرب"، وإن لديه "منطقه الخاص حول الحرب" في أوكرانيا.
والتقى نهامر ببوتين في موسكو الأسبوع الماضي، باعتباره أول زعيم أوروبي يلتقيه وجهًا لوجه منذ بداية التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
وقبل وصوله إلى موسكو، زار نيهامر بوتشا، وأكد أنه واجه بوتين بما رآه في المدينة الأوكرانية، واصفًا تلك اللحظات بأنها "لم تكن محادثة ودية"، حسب تعبيره.
وقال: "علينا أن ننظر في عينيه، وعلينا مواجهته بما نراه في أوكرانيا". وأفاد بأن بوتين قال له إنه "سيتعاون مع تحقيق دولي، لكنه لا يثق بالعالم الغربي"، بحسب الوكالة.
والإثنين الماضي، أفاد نهامر بأن "لقاءه مع بوتين، الذي استمر 75 دقيقة، لم يكن إيجابيًا للغاية بشكل عام".
وأشار إلى أن "بوتين لم يبدِ أي تجاوب مع عرض بشأن عقد لقاء مباشر مع الرئيس الأوكراني، ويؤيد استمرار المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، التي بدأت في إسطنبول".
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء ما تسميه بـ "العملية العسكرية" تخلّي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلًا في سيادتها".
ومنذ بدء الهجوم الروسي، فرّ 4 ملايين و797 ألف أوكراني فرّوا عبر الحدود، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما تفيد المنظمة الدولة للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن قرابة 215 ألفًا من مواطني دول أخرى فروا أيضًا إلى الدول المجاورة.
وتشير المنظمة إلى تقطّع السبل بأكثر من 12 مليون شخصًا ما زالوا عالقين في مناطق بأوكرانيا تتعرض للهجوم.