الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

انفجار مرفأ بيروت.. "نواب النيترات والعار" متهَمون بـ"تهريب متورطين"

انفجار مرفأ بيروت.. "نواب النيترات والعار" متهَمون بـ"تهريب متورطين"

Changed

صورة متداولة لقائمة "نواب العار" اللبنانيين الذين وقّعوا على العريضة حول انفجار مرفأ بيروت
صورة متداولة لقائمة "نواب العار" اللبنانيين الذين وقّعوا على العريضة حول انفجار مرفأ بيروت (وسائل التواصل)
اعتُبِرت العريضة التي وقّع عليها عدد من النواب اللبنانيين بمثابة "مناورة احتيالية" لتهريب زملائهم من قبضة المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي البيطار.

لم تنتهِ قضية التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت فصولًا بعد، ففيما لا يزال البرلمان "متريّثًا" في الردّ على طلب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار رفع الحصانات عن عدد من النواب الذين يريد استجوابهم، لفتت الانتباه حملة إلكترونية حملت عنوان "نواب النيترات".

وجاءت هذه الحملة على خلفية عريضة وقّع عليها عدد من النواب تتضمن طلب اتهام لعدد من زملائهم (علي حسن خليل، ونهاد المشنوق، وغازي زعيتر)، فضلًا عن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزير السابق يوسف فنيانوس لاحتمال تورطهم في قضية تفجير مرفأ بيروت.

ولأنّ هذه العريضة جاءت تزامنًا مع النقاش حول رفع الحصانات عن النواب والوزراء المذكورين، فقد فُسّرت في الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية على أنّها محاولة "التفاف" على طلب المحقق العدلي استجواب زملائهم، وبالتالي بمثابة "مناورة احتيالية" لتهريب هؤلاء من قبضة القاضي البيطار.

"مناورة احتيالية" بالأدلة والبراهين

وأوضحت "المفكرة القانونية" أنّ ثمة أدلّة عدّة على الطّابع الاحتيالي لهذه المناورة، أولها أن طلب الاتهام يصدر بشكل خاص من نواب الكتل التي ينتمي إليها المطلوب اتهامهم من دون أن يتخذ أي قرار بحقهم داخل هذه الكتل.

أما الدليل الثاني فهو أنّ الطلب يستند إلى إحالتيْ صوان وبيطار علما أن القوى السياسية التي ينتمي إليها هؤلاء النواب كانت اعتبرت الإحالة الأولى استهدافًا سياسيًا وسببًا للتشكيك بحيادية القاضي، كما أن العديد من الموقعين اعتبروا الإحالة الثانية غير وافية ولا تكفي لإثبات الشبهة.

ويبقى الدليل الثالث، والأهمّ، هو أنّ المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء المنشأ في 1990 لم ينعقد يومًا، وثمة استحالة في توفر الغالبية المطلوبة لانعقاده اليوم (ثلثي النواب). وتاليًا، فإن الطلب يرمي إلى فتح تحقيق موازٍ لتحقيق البيطار، بما يؤدي إلى التشويش على عمله وإلى تهريب المشتبه بهم من قبضته، لصالح محكمة وهمية.

من هم "نواب النيترات"؟

ونشرت المفكرة القانونية قائمة بأسماء النواب الموقّعين على العريضة، تحت عنوان "لائحة العار"، وقد ضمّت نوابًا من كتل نيابية مختلفة (التنمية والتحرير، والمستقبل، والوفاء للمقاومة، والكتلة القومية، وكتلة الوسط المستقل، وجمعية المشاريع)، علمًا أنّ الحملة نجحت في دفع العديد من النواب إلى سحب تواقيعهم في وقت لاحق تحت الضغط الشعبي.

"نواب العار"

سرعان ما تُرجِم الغضب الشعبي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشطت سلسلة وسوم (Hashtags)، تقاطعت بمجملها على الهجوم على النواب الموقّعين على العريضة، واتهامهم بالتشويش على مسار العدالة والتحقيقات بالانفجار، الذي تصادف ذكراه السنوية الأولى في الرابع من أغسطس/آب المقبل.

من هذه الوسوم، وسم "نواب النيترات"، و"نواب العار"، الذي صبّ فيه الناشطون جام غضبهم على النواب، معتبرين أنّهم "موظفون عند السلطة الفاسدة"، كما دعوهم إلى رفع الحصانات بكلّ بساطة بدل الالتفاف على طلبات القاضي البيطار.

"اسحب توقيعك"

وتحت وسم "اسحب توقيعك"، وجّه عدد من الناشطين رسائل إلى بعض النواب الموقّعين على "عريضة العار"، وذلك حفاظًا على ما تبقى من "ماء الوجه".

"لرفع الحصانات الآن"

وبالتوازي، نشط كذلك وسم "لرفع الحصانات الآن"، وشدّد فيه الناشطون على وجوب أن تتصرّف السلطة السياسية بحكمة، وأن تكفّ عن المماطلة في الردّ على طلبات القاضي البيطار، ومنح الأذونات المطلوبة ليواصل تحقيقاته.

وتسبّب انفجار مروّع في الرابع من أغسطس/ آب، عزته السلطات إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم بدون إجراءات وقائية، في سقوط أكثر من مئتي قتيل وإصابة أكثر من 6500 عدا عن تدمير أحياء عدة في المدينة.

وتبيّن أن مسؤولين على مستويات سياسية وأمنية وقضائية كانوا على دراية بمخاطر تخزينها من دون أن يحركوا ساكنًا.

ولم تسفر التحقيقات في الانفجار عن أي نتيجة معلنة حتى الآن. وكان قد تم توقيف 25 شخصًا على الأقل، بينهم مسؤولون كبار عن إدارة المرفأ وأمنه، أخلى البيطار سبيل عدد منهم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close