الأحد 2 يونيو / يونيو 2024

بايدن عند حدود أوكرانيا لتأكيد "حزم" الغرب.. ماذا عن الموقف التركي؟

بايدن عند حدود أوكرانيا لتأكيد "حزم" الغرب.. ماذا عن الموقف التركي؟

Changed

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول سمير صالحة يستعرض الموقف التركي من الوساطة بين كييف وموسكو (الصورة: غيتي)
تأتي زيارة الرئيس الأميركي إلى المدينة البولندية القريبة من الحدود الأوكرانية في وقت اتفق قادة الناتو على تعزيز الجناح الشرقي للحلف في مواجهة الهجوم الروسي.

يزور الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، مدينة رزيسو البولندية الواقعة على بُعد 80 كلم من الحدود مع أوكرانيا التي طوت الشهر الأول من الهجوم العسكري الروسي وسط آمال ضئيلة بالتوصل إلى اتفاق مع موسكو.

وتستهدف زيارة بايدن إلى المنطقة الحدودية مع أوكرانيا إلى إبراز الموقف الغربي الحازم بمواجهة الهجوم الروسي وسط تزايد العمل على تشديد العقوبات الاقتصادية واسعة النطاق المفروضة على موسكو.

وتأتي الزيارة بعد يوم من اتفاق قادة دول حلف شمال الأطلسي على العمل على تعزيز الجناح الشرقي للحلف في مواجهة الهجوم الروسي على أوكرانيا، وسط تحذيرات أطلقوها لموسكو من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية في حربها المستمرة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا، أمس، إلى "البحث عن حل يرضي روسيا وأوكرانيا والمجتمع الدولي"، مؤكدًا أنّ القرارات التي اتخذتها قمة "الناتو" يجب ألاّ تعتبر تهديدًا لموسكو أو أيّ بلد آخر، حسب تعبيره.

متابعة أوضاع اللاجئين

من جانبه، أفاد البيت الأبيض في بيان الخميس، بأن الرئيس الأميركي سيكون في استقباله برزيسو نظيره البولندي أندريه دودا وسيطلع على سير عمليات إغاثة اللاجئين الفارّين من الحرب في أوكرانيا وسيلتقي أيضًا عسكريين أميركيين منتشرين في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

وسيصل بايدن إلى المدينة البولندية آتيًا من بروكسل، المحطة الأولى في جولة أوروبية طارئة استدعى حصولها الهجوم الروسي.

وسبق لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن قصد رزيسو في الخامس من مارس/ آذار الجاري أثناء الزيارة التي قام بها إلى بولندا لإظهار دعم الولايات المتّحدة لدول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي التي كانت في السابق تدور في فلك الاتحاد السوفييتي وأصبحت اليوم قلقة بسبب الهجوم الروسي.

وبحسب البيت الأبيض فإنّ بايدن سيتلقّى إحاطة بشأن كيفية تعامل بولندا مع اللاجئين الأوكرانيين الذين فرّوا بالملايين إلى هذا البلد منذ بدأت روسيا اجتياحه قبل شهر. كما سيلتقي بايدن في رزيسو بعسكريين من الفرقة المجوقلة 82 المتمركزة في بولندا.

تركيا في "وضع حرج ودقيق"

أما فيما يتعلق بالتصريحات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول سمير صالحة أنّ الموقف التركي "في وضع حرج ودقيق" على خلفية علاقات أنقرة مع كل من روسيا وأوكرانيا.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ أنقرة "تريد أن تحمي علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا بشقيها السياسي والاقتصادي والتعاون الإستراتيجي معهما في الأشهر الأخيرة". إلا أنه يعتبر أن "لدى تركيا أيضًا التزامات مع حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى علاقاتها مع المجموعة الأوروبية.

ويوضح أن التحرك التركي خلال الأسابيع الأخيرة كان "يستهدف إقناع الطرفين الروسي والأوكراني بالتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة والابتعاد عن التصعيد العسكري على الجبهات".

أنقرة تتمسك بالوساطة

ويبيّن أستاذ العلاقات الدولية أنّ "أنقرة لا تزال متمسكة حتى الآن بالوساطة بين كييف وموسكو، إضافة إلى محاولة إقناع الغرب بالوقوف معها في وساطتها السياسية"، مشيرًا إلى أنّ "القيادة السياسية التركية تتحدث عن بوادر إيجابية في تحركها" على صعيد موضوعين رئيسيين في المباحثات بين كييف وموسكو.

ويتعلق الموضوعان – بحسب صالحة – في وقف طلب عضوية أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وحيادتها وعلاقاتها مع الغرب بشقها العسكري. فيما لا يزال "الانسداد" يتواصل في مسألة تمسك روسيا بموضوع القرم والتغيير السياسي داخل أوكرانيا.

ويشير إلى أنّ هذه النقاط الأخيرة ترتبط بموضوع الحوار المباشر بين القيادة الروسية والأوكرانية، بحسب ما توضح أنقرة.

ويخلص إلى أن التحركات التركية "تركز على محاولة جمع الرئيسيين الروسي والأوكراني أمام طاولة واحدة" للتوصل إلى حل للأزمة ووقف الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close