الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

بايدن يعيد رسم السياسة الخارجية.. "انقلاب" على ترمب؟

بايدن يعيد رسم السياسة الخارجية.. "انقلاب" على ترمب؟

Changed

جو بايدن
الرئيس الأميركي الجديد تعهّد في حفل تنصيبه بـ"أننا سنعيد ترميم تحالفاتنا" (غيتي)
الرئيس الأميركي يعمل منذ وصوله إلى البيت الأبيض على تأكيد القطيعة مع سياسة سلفه دونالد ترمب الخارجية، لكن في الكثير من الملفات الأساسية، يبدو أن استمرارية السياسة السابقة هي التي ستحكم المشهد.

بعد أيامٍ على استلام الرئيس جو بايدن زمام السلطة في الولايات المتحدة خلفًا للرئيس دونالد ترمب، بعد مرحلةٍ انتقاليّة "صاخبة"؛ تكثر التساؤلات حول السياسة الخارجيّة التي ستعتمدها الإدارة الجديدة، وما إذا كانت ستشكّل استمراريّة لتلك التي بدأها ترمب.

ومع أنّ الأعراف التاريخيّة المتوارثة تشير إلى أنّ السياسة الخارجيّة "ثابتة" رغم اختلاف الرؤساء، وتباين انتماءاتهم، إلا أنّ المعالم الأولى لإدارة بايدن تشير إلى أنّ "القطيعة" مع سياسة سلفه ستكون الغالبة، على أكثر من مستوى، وفي أكثر من استحقاق.

وقد تكون الأيام الأولى لولاية بايدن كافية لتأكيد هذا المُعطى، فالرجل الذي تعهّد في حفل تنصيبه، بـ"إعادة ترميم تحالفات" الولايات المتحدة، سارع إلى إعادة واشنطن إلى اتفاقاتٍ دوليّة انسحب منها سلفه، وخاطب بودّ حلفاء لطالما انتقدهم الرئيس السابق.

ترجمة فورية

حرص الرئيس الأميركي المُنتخَب على ترجمة مواقفه وتعهّداته، بمجرّد دخوله البيت الأبيض؛ فقد انضمت واشنطن من جديد إلى اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، في إشارة إلى عودتها للمؤسسات متعددة الأطراف بعد أربع سنوات من نهج أحادي متشدّد. 

وفي خطوة أثارت ارتياح المجتمع الدولي، فتح بايدن الطريق أيضًا أمام تمديد العمل باتفاقية "نيو ستارت" لخمس سنوات إضافية، وهي آخر معاهدة دولية كبيرة مع روسيا في مجال الحد من التسلح النووي.

وفي انقلاب آخر على سياسة ترمب، هذه المرّة في شأن العلاقة مع السعودية، ينوي وزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن وضع حد للدعم الأميركي للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، بحسب ما جاء في تقريرٍ لوكالة "فرانس برس".

تغيير في النبرة

لكن، في مقابل القطيعة الكاملة، يبدو أن استمرارية السياسة السابقة هي التي ستحكم المشهد في الكثير من الملفات الأساسية، التي قد تكتفي إدارة بايدن إزاءها بتغيير في النبرة والأسلوب، لا بتغيير تام للاستراتيجية.

ولعلّ خير دليلٍ على ذلك إقرار بلينكن أمام مجلس الشيوخ بأن ترمب "كان محقًا في اتخاذ موقف حازم أكثر تجاه الصين"، إضافةً إلى تأكيده أن واشنطن ستواصل اعتبار المعارض خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا، واصفًا الرئيس نيكولاس مادورو بـ"الدكتاتور الوحشي"، وهي عبارة لم يتوانَ سلفه مايك بومبيو عن استخدامها.

بالإضافة إلى ذلك، لا توجد نية من المعسكرين اليميني أو اليساري في الولايات المتحدة بالتراجع عن الانسحاب من أفغانستان والعراق بعد سنوات من "حروب لا نهاية لها"، كما أكد بلينكن أنه لن يتراجع عن الاعتراف الأميركي بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، الذي أحدث ضجة عالمية حينما أعلنه ترامب في بداية ولايته.

إيران والصين

ولا يبدو أنّ الموقف سيكون مختلفًا على صعيد الموقف من إيران مثلًا، بحسب تقرير "فرانس برس".

فمع أنّ بايدن يريد العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 الذي انسحب منه ترمب؛ لاعتباره غير كافٍ في ردع أنشطة طهران النووية، إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ موقفه أكثر "ليونة"، وقد أعرب بلينكن وفريقه عن موقف صلب ضد "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار"، وحذّر من أن على الجمهورية الاسلامية أن تقوم بالخطوة الأولى، ما ينذر بمفاوضات شاقّة في هذا الإطار.

وفيما يتعلق بالصين وإيران وكوريا الشمالية، يبقى العنوان العريض للإدارة الجديدة "التنسيق مع حلفائنا"، في تعارض مع ترمب الذي غالبًا ما اختار اللعب وحيدًا في تلك الملفات.

لكن في العمق، يبدو أن سياسة بلينكن، الذي من المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على تعيينه في الأيام المقبلة، تحظى -حتى الآن- بإعجاب الجمهوريين.

وقال السناتور ليندسي غراهام أبرز داعمي ترمب خلال فترة ولايته: "إنها بداية جيدة"؛ في تعليقه على السياسة الخارجية للإدارة الجديدة.

المصادر:
فرانس برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close