حذّر الخبراء من أن درجات الحرارة المرتفعة في الصيف الناجمة عن أزمة المناخ ستؤدي إلى زيادة حالات الإصابة بسرطان الجلد التي قد تكون مميتة، بحسب صحيفة "الغارديان".
فقد سجلت المملكة المتحدة أعلى درجة حرارة على الإطلاق بلغت 40.2 درجة مئوية الشهر الماضي، حيث أكد علماء المناخ أن موجة الحر لم تكن لمرة واحدة، ومن المرجح أن تصبح درجات الحرارة المرتفعة أكثر تواترًا.
ويحذر الأطباء الآن من أن تغير المناخ سيلقي بظلاله؛ إذا قضى الناس وقتًا أطول في الشمس وتعرضوا بشكل أكبر للأشعة فوق البنفسجية.
تأثير أشعة الشمس
وقالت أستاذة طب الأورام في جامعة شيفيلد سارة دانسون: "بصفتي طبيبة تعالج مرضى سرطان الجلد، أشعر بالقلق بالتأكيد من أن الاتجاه المستمر في الصيف الحار سيؤدي إلى المزيد من حالات سرطان الجلد والوفيات الناجمة عنه".
من جهتها، قالت جوليا نيوتن بيشوب، العالمة السريرية التي تقود مجموعة أبحاث سرطان الجلد في جامعة ليدز: "الورم الميلانيني ناتج أساسًا عن حروق الشمس، وهذا الطقس شديد للغاية لدرجة أنني أشعر بالقلق من أن حروق الشمس ستزداد وبالتالي ستزداد الإصابة لاحقًا بسرطان الجلد".
ووفقًا لبيانات مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، فقد تضاعفت معدلات الوفيات بسرطان الجلد بين الرجال في بريطانيا أكثر من ثلاثة أضعاف منذ السبعينيات، كما سجل ارتفاع بحالات الإصابة بسرطان الجلد لدى النساء.
ويُعتقد أن ذلك يعود إلى عدد من العوامل بما في ذلك التعرض لأشعة الشمس بشكل أكبر.
وحذرت ميشيل ميتشل، الرئيس التنفيذي لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، من أن الإصابة بحروق الشمس مرة واحدة فقط كل عامين يمكن أن يرفع خطر الإصابة بسرطان الجلد بمقدار ثلاثة أضعاف.
العلاقة بين الطقس والصحة
من جانبه، أشار البروفيسور دان ميتشل، الخبير في علوم المناخ في جامعة بريستول، إلى أن العلاقة بين الطقس الأكثر دفئًا والصحة يمكن أن تكون غير مباشرة.
وقال: "من أوضح مؤشرات تغير المناخ ارتفاع درجات الحرارة، ليس فقط في الصيف، ولكن طوال العام. هذا التحول في درجات الحرارة يغير أيضًا الأنماط السلوكية، ويميل الناس في المملكة المتحدة إلى الخروج أكثر عندما تكون درجات الحرارة دافئة. وهذا يؤدي إلى زيادة التعرض لأشعة الشمس على مدار العام، وإلى زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية من ضوء الشمس وهو عامل خطر معروف للإصابة بسرطان الجلد ".
ويُعتبر سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في العالم، وتختلف أنواعه حسب نوع الخلايا التي ينشأ منها.
الميلانوما
ويعتبر الميلانوما أو الورم الميلانيني الذي يعرف بسرطان الخلايا الصبغية من أكثر انواع سرطان الجلد خطورة كونه يمثل نسبة 75% من الوفيات المرتبطة بسرطان الجلد، علمًا أنه الأقل شيوعًا مقارنة بأنواع سرطانات الجلد الأخرى.
وكانت الاختصاصية في الأمراض الجلدية ريتا سمّور مدور قد أشارت في حديث سابق إلى "العربي" إلى ارتفاع الإصابات بسرطانات الجلد ولاسيما بالميلانوما بشكل خاص لدى الشباب، مشيرة إلى أن 30% من المصابين هم تحت الـ45 عامًا.
وأكدت أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن ينقذ حياة المصاب.
وتبدأ حالات الإصابة بالميلانوما لدى الأشخاص الذين لديهم شامات على الجلد حيث يلاحظون تغيرا في شكل الشامة أو حجمها، أو ظهور شامات جديدة لم تكن من قبل، الأمر الذي يفرض التوجه للحصول على تشخيص طبي.
ولفتت المتخصصة إلى أن أصحاب البشرة البيضاء هم أكثر عرضة للإصابة بالميلانوما، لأن أجسامهم تحتوي على نسبة أقل من الميلانين الذي يحمي الجلد من مضار أشعة الشمس.