تودع النساء في اليمن عامًا يقترب من نهايته، في أجواء يواجهن فيها ضغوطًا اجتماعية تصل إلى حد القيود.
وإضافة إلى الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 سنوات، فإن نساء اليمن يواجهن مصاعب جمة في خلق مساحة معترف بها ضمن الخارطة الاجتماعية في البلاد.
قيود اجتماعية
وتواجه النساء قيودًا اجتماعية تفرضها الجماعات المسلحة، فقد رصدت المنظمات الحقوقية في مناطق الحوثيين انتهاكات وصفت بالسابقة والخطيرة للغاية.
إذ وضعت جماعة الحوثي شروطًا تحد من مساحة تنقل النساء بين مدينة وأخرى، كما تحظر سفرهن خارج البلاد من دون وجود مرافق لهن.
وفي محافظات صعدة والقرى المجاورة، تفيد تقارير حقوقية بوجود شرطة "الزينبيات" والتي تفرض الانضباط ولا تسمح للنساء بالتنقل في الظلام، حتى في حالات الطوارئ الطبية.
كما يمنع ذاك الجهاز النساء من أخذ حبوب منع الحمل من دون وجود وثيقة طبية وموافقة الشريك وبحضوره، فضلًا عن انتهاك الحريات الفردية من غلق النوادي الرياضية للنساء والمقاهي المخصصة لهن، ومحال التجميل.
وتعاني في اليمن 5 ملايين فتاة وامرأة من غياب خدمات الصحة الإنجابية، إضافة إلى أن زواج القاصرات في ازدياد وسط استمرار النزاع.
حلول ضرورية
وفي هذا الإطار، قالت النائبة السابقة لمدير مركز دراسات النوع الاجتماعي سعاد السبع: إن المرأة تعاني من الحرب والحصار كما هو حال الرجل في اليمن.
وأضافت السبع في حديث لـ"العربي" من صنعاء: أن المرأة عليها ضغط اجتماعي ونفسي ولم تعد تشعر بالاستقرار، وهناك خوف مجتمعي عليها من التحرك وبلوغ مكانة ومعينة، فضلًا عن غياب الثقة.
وأشارت السبع إلى أنه قبل الحرب لم يكن هناك مساواة في الفرص بين الرجل والمرأة، حيث تختار الأسر تعليم أبنائهم في مدراس خاصة بينما البنات يدرسن في مدارس الحكومة.
وذهبت السبع للقول: إن "الجماعة التي تتحكم بالمشهد هي نتائج للثقافة الاجتماعية المتوارثة في اليمن التي تنظر إلى المرأة بنظرة دونية".