في خطوة غير مسبوقة، وفي وقت تقود السلطات حملة قمع مشددة ضد معارضي الكرملين، أوقفت الشرطة الروسية السبت نحو مئتي شخص بين نشطاء سياسيين وأعضاء مجالس بلدية خلال مشاركتهم في منتدى للمعارضة في موسكو، وذلك وبعد مرور نحو أربعين دقيقة على انطلاق المؤتمر.
وجاءت عملية الدهم التي استهدفت مؤتمرًا كانت تقيمه المعارضة تحضيرا للانتخابات البرلمانية بعدما حُكم على أليكسي نافالني، أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالحبس عامين ونصف عام، وتوقيف أكثر من عشرة آلاف متظاهر في مختلف أنحاء البلاد.
وفي أول تعليق على الاعتقالات المستجدة، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إنهاء "اضطهاد الأصوات المستقلة" في روسيا.
Today, the Russian government detained almost 200 municipal leaders and politicians, including political activists Vladimir Kara-Murza and Yuliya Galyamina, on dubious grounds. We call for an end to the persecution of independent voices.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) March 14, 2021
وكانت شخصيات من أكثر من خمسين منطقة روسية شاركت في المنتدى الذي عُقد في فندق في شمال موسكو، تحضيرًا للانتخابات الإقليمية والمحلية المقررة في سبتمبر/أيلول، والذي أقامته منظمة "الديموقراطيون الموحّدون" المدعومة من المعارض ميخائيل خودوركوفسكي.
من جانبه وصف خودوركوفسكي في تغريدة الاعتقال بأنه ""مخالف للدستور".
В Москве задержан ВЕСЬ форум муниципальных депутатов России! Более 100 депутатов муниципальных советов со всей страны. Диктатура отбрасывает последние фиговые листочки.. Призываю депутатов представительных органов поддержать коллег и заявить о неконституционности таких действий! pic.twitter.com/FzlRRGO6eO
— Ходорковский Михаил (@mich261213) March 13, 2021
ومن بين المعتقلين شخصيات معارضة بارزة على غرار إيليا ياشين، وفلاديمير كارا-مورزا، ويوليا غاليامينا، ويفغيني روزمان، وأندري بيفوفاروف. كما اعتُقل عدد من الصحافيين.
كما جاء في تعليق نشره ياشين على فيسبوك: "نهاية ذات رمزية كبيرة لمنتدى قصير الأمد: أعضاء مجالس بلدية في حافلات الشرطة، وشرطيون ملثّمون يلوون أذرع الناس".
منظمة "غير مرغوب فيها"
من جهتها، أعلنت شرطة موسكو في بيان أنّ نحو مئتي شخص اعتُقلوا.
وبرّرت الشرطة الاعتقال بالإشارة إلى أن مشاركين في المنتدى لم يضعوا كمامات، وأن بعضًا من الموقوفين أعضاء في منظمة سبق أن أعلِن أنّ عملها "غير مرغوب فيه".
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس" من داخل مركز للشرطة، أوضح بيفوفاروف أن المشاركين في المنتدى اعتقلوا لأن السلطات تعتقد أن المؤتمر من تنظيم "روسيا المفتوحة"، وهي حركة أسسها خودوركوفسكي تعتبرها السلطات "منظمة غير مرغوب فيها".
وعلى غرار "روسيا المفتوحة"، تتبع منظمة "الديموقراطيون المتحدون" التي أقامت المنتدى، لخودوركوفسكي، وفق بيفوفاروف.
وهو أشار إلى أن السلطات كانت تبحث على ما يبدو عن ذريعة لوقف منتدى المعارضة.
ومساء السبت، أفاد عدد من النشطاء الذين اعتقلوا أنهم أطلِقوا بانتظار استدعائهم للمثول امام المحكمة. وقال كارا مورزا إنه أُطلق سراحه، وإن تحقيقًا فتح بحق منظمة غير مرغوب فيها وأنشطتها.
وليل السبت، أطلق بيفوفاروف تغريدة قال فيها إن الشرطة أخبرته أنها تتعرّض لضغوط لقمع معارضي الكرملين. وقال بيفوفاروف "الشرطيون يسخرون مما يفعلونه".
ومنظمة "روسيا المفتوحة" التابعة لخودوركوفسكي محظورة في روسيا منذ العام 2017 بموجب قانون مثير للجدل يستهدف أنشطة مجموعات اجنبية متّهمة بالتدخل في السياسة الروسية.
ويمكن أن تُفرض على المتعاملين مع الجهات المدرجة في قائمة المنظمات "غير المرغوب فيها" غرامات، أو عقوبات بالحبس أو قد يُمنعون من دخول الأراضي الروسية.
ويقيم خودوركوفسكي في المنفى، وهو كان يملك شركة النفط العملاقة "يوكوس" قبل إدانته في قضيتين مثيرتين للجدل وقضائه عشر سنوات في السجن.