السبت 18 مايو / مايو 2024

بعد رحلة حول القمر.. أوريون تعود إلى الأرض في ختام مهمة أرتيميس 1

بعد رحلة حول القمر.. أوريون تعود إلى الأرض في ختام مهمة أرتيميس 1

Changed

نافذة إخبارية حول إطلاق "ناسا" صاروخها العملاق الجديد نحو القمر بعد 50 عامًا من آخر رحلة (الصورة: غيتي)
ينطوي نجاح هذه المهمة التي استغرقت أكثر بقليل من 25 يومًا، على أهمية كبيرة بالنسبة إلى ناسا التي استثمرت مليارات الدولارات في برنامج "أرتيميس"للعودة إلى القمر.

حطت مركبة "أوريون" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الأحد في المحيط الهادئ في ختام مهمة "أرتيميس 1"، بعد تحليقها لأكثر من 25 يومًا في محيط القمر، بهدف الإعداد لعودة البشر إلى سطحه في السنوات المقبلة.

وهبطت المركبة في البحر قبالة جزيرة غودالوبي المكسيكية عند الساعة 17:40 بتوقيت غرينيتش.

وقال رئيس وكالة الفضاء الأميركية بيل نلسون: "منذ سنوات كرس آلاف الأشخاص وقتهم لهذه المهمة. يشكل هذا اليوم نجاحًا كبيرًا لناسا والولايات المتحدة وشركائنا الدوليين وللبشرية جمعاء".

ودخلت المركبة غير المأهولة في هذه الرحلة التجريبية، الغلاف الجوي للأرض بسرعة 40 ألف كيلومتر في الساعة تقريبًا وتحملت حرارة مرتفعة جدًا بلغت 2800 درجة مئوية.

وكان الهدف الرئيسي للمهمة اختبار الدرع الحرارية للمركبة وهي الأكبر التي تصنع حتى الآن (قطرها 5 أمتار) في ظل هذه الظروف.

ومن ثم أبطأت نزولها الفائق السرعة هذا بفضل مجموعة من 11 مظلة على ما أظهرت مشاهد بثتها وكالة ناسا مباشرة وصولًا إلى سرعة 30 كيلومترًا في الساعة لدى ملامستها المياه.

وقالت ميليسا جونز المكلفة عمليات استعادة المركبات التي تتدرب عليها وكالة ناسا منذ سنوات: "لقد كانت عملية الهبوط في المحيط مثالية".

وبعيد الهبوط حلقت مروحيات فوق المركبة التي لم تظهر عليها أي أضرار. وستبقى المركبة مدة ساعتين في المياه من أجل جمع البيانات ولا سيما الحرارة داخل الكبسولة.

وستنتشل المركبة من مياه المحيط لوضعها على متن سفينة تابعة للبحرية الأميركية قبالة جزيرة غوادالوبي المكسيكية.

وتتولى مجموعة من الغواصين توصيل كابلات بالكبسولة لجرّها إلى السفينة التي سيكون جانب من قسمها الخلفي مغمورًا بالمياه. ثم سيجري ضخ المياه لتثبيت الكبسولة ببطء على قاعدة مخصصة لهذا الهدف.

ويُتوقع أن تستغرق العملية من أربع إلى ست ساعات من وقت هبوط المركبة.

ثم ستتوجه السفينة إلى سان دييغو على الساحل الغربي الأميركي حيث سيتم إنزال الكبسولة بعد بضعة أيام.

"2,2 مليون كيلومتر"

وينطوي نجاح هذه المهمة التي استغرقت أكثر بقليل من 25 يومًا، على أهمية كبيرة بالنسبة إلى ناسا التي استثمرت عشرات مليارات الدولارات في برنامج "أرتيميس" الأميركي للعودة إلى القمر الهادف إلى الاستعداد لرحلة مستقبلية نحو المريخ.

وأخضعت الكبسولة العام 2014 لاختبار أول من دون أن تغادر مدار الأرض، ودخلت تاليًا الغلاف الجوي بسرعة أبطأ (حوالي 32 ألف كيلومتر في الساعة).

وفي المجموع، اجتازت المركبة الفضائية أكثر من 2,2 مليون كيلومتر في الفضاء منذ إقلاعها في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني ضمن أول رحلة صاروخ ناسا الجديد العملاق "أس آل أس".

وحلقت أوريون فوق القمر على بعد أقل من 130 كيلومترًا من سطحه، وابتعدت عن كوكب الأرض لأكثر من 430 ألف كيلومتر أي أبعد من أي مركبة مأهولة في السابق.

 أرتيميس 2 و3

وستتيح استعادة المركبة جمع عدد كبير من البيانات المهمة للمهمات الفضائية التالية، من خلال توفير تفاصيل عن حالة المركبة بعد رحلتها، وتحليلات لتسجيلات أجهزة استشعار السرعة والاهتزازات التي حدثت داخلها، ومن خلال تحليل أداء سترة مضادة للإشعاع.

ويُفترض أن يُعاد استخدام بعض أجزاء أوريون في الكبسولة المخصصة لمهمة "أرتيميس 2".

وستنقل هذه المهمة الثانية المرتقبة عام 2024، رواد فضاء حول القمر من دون الهبوط على سطحه. ويُرتقب أن تعلن ناسا قريبًا عن أسماء رواد الفضاء المختارين لهذه المهمة.

أما مهمة "أرتيميس 3" المقررة رسميًا عام 2025، فستتيح الهبوط على الجانب الجنوبي للقمر حيث يُسجل وجود مياه جليدية.

ووحدهم 12 رجلًا جميعهم من أصحاب البشرة البيضاء داست أقدامهم سطح القمر ضمن مهمة أبولو عام 1972، أي قبل خمسين عامًا.

ويرمي برنامج "أرتيميس" إلى إرسال أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة إلى القمر.

وتهدف ناسا إلى ترسيخ وجود بشري دائم على القمر من خلال قاعدة على سطحه ومحطة فضائية تدور حوله، تحضيرًا للتوجه إلى المريخ ربما أواخر 2030.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close