السبت 5 أكتوبر / October 2024

بعد رفض الحكومة "تسوية" هرتسوغ.. الاحتجاجات تتجدد في إسرائيل

بعد رفض الحكومة "تسوية" هرتسوغ.. الاحتجاجات تتجدد في إسرائيل

شارك القصة

نافذة عبر "العربي" على استطلاعات للرأي في إسرائيل أظهرت تراجع شعبية معسكر نتنياهو (الصورة: الأناضول)
فرقت الشرطة المتظاهرين الذين قطعوا الطريق السريع في تل أبيب، معلنةً لاحقًا تكثيف وجودها في المنطقة وفتح الطريق أمام حركة السير.

خرج متظاهرون إسرائيليون، اليوم الخميس، مجددًا إلى الشوارع احتجاجًا على مشروع الإصلاح القضائي الذي تناقشه الحكومة، غداة تقديم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مشروع تسوية عارضته الحكومة على الفور، في وقت جرى اعتقال 7 متظاهرين.

وعُلقت لافتة وسط تل أبيب كتب عليها "نهاية الديمقراطية"، فيما خرجت تظاهرات أيضًا في حيفا والقدس، حيث تشهد إسرائيل منذ أكثر من شهرين احتجاجات متصاعدة على الخطة الحكومية لـ"إصلاح القضاء" والتي تتضمن الحد من سلطات المحكمة العليا، والسيطرة على لجنة تعيين القضاة.

مشروع "التسوية"

ويرى معارضو "الإصلاح القضائي" أنه يرمي إلى تقويض السلطة القضائية لصالح السلطة السياسية، محذّرين من أنه يشكّل تهديدًا للنظام الديمقراطي، ويسعى إلى حماية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد.

ويحافظ مشروع هرتسوغ على الطرح الحكومي بحدّ قدرة المحكمة العليا على إلغاء قوانين أساسية، لكنه يقترح تعديلات على النقاط المثيرة للجدل في الإصلاح.

وعلى عكس المسودة المعروضة حاليًا على البرلمان، يقترح مشروع التسوية أن تتمكّن المحكمة، في ظل ظروف معينة، من الطعن في تعديلات القوانين التي تعتبر بمثابة الدستور في إسرائيل.

اعتقال 7 متظاهرين

في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، اعتقال 7 متظاهرين خلال الاحتجاجات الجارية بعموم البلاد ضد الحكومة، و3 "معتدين" على المحتجين.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: "اعتقلت الشرطة 5 مشتبه بهم لاستجوابهم في مدينة القدس، بتهمة تشويه عقارات، بعد زعم ​​تورطهم في وقت مبكر من الصباح في دهان طرق بشكل غير قانوني في وسط القدس".

وأضاف البيان: "بحسب الشبهة، فإن بعض المشتبه بهم في زي عمال يرتدون ثيابًا بيضاء، ويضعون أقنعة على وجوههم وبمساعدة أدوات، رشوا خطوطًا من الطلاء الأحمر والوردي على طول الطريق بما يخالف القانون. وقام أحد المشتبه بهم بتصوير الفعل باستخدام طائرة بدون طيار حيث جرى نقل المشتبه بهم للاستجواب".

كما ذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان آخر، أنها اعتقلت متظاهرين اثنين "للاشتباه في قيامهما بسلوك مخل بالنظام خلال التظاهرات في مدينة حيفا".

حوادث اعتداء على المتظاهرين

من جهة أخرى، جرى تسجيل عدد من حوادث اعتداء على متظاهرين بغاز الفلفل من قبل إسرائيليين آخرين لم تحدد خلفياتهم السياسية.

فقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أنها "اعتقلت 3 أشخاص في تل أبيب بعد حوادث رش رذاذ الفلفل" على متظاهرين.

وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12"، إنه في أحد الحوادث "هاجم سائق سيارة غاضب المتظاهرين الذين يغلقون الطرق في تل أبيب برذاذ الفلفل"، حيث أظهر شريط فيديو من المكان، الرجل وهو يخرج من سيارته ويرش أحد المتظاهرين على وجهه.

في السياق، فرقت الشرطة المتظاهرين الذين قطعوا الطريق السريع في تل أبيب، معلنةً لاحقًا تكثيف تواجدها بالمنطقة وفتح الطريق أمام حركة السير.

وأقر البرلمان في وقت سابق من الشهر في قراءة أولى مشروع قانون آخر يقلص إلى حد كبير إمكانية اعتبار رئيس الحكومة عاجزًا عن تأدية وظيفته.

وفي المقابل يعتبر نتنياهو ووزير العدل ياريف ليفين، أن تعديل النظام القضائي خطوة أساسية لإعادة التوازن إلى فروع السلطة. ويعتبر نتنياهو وحلفاؤه أن قضاة المحكمة العليا غير المنتخبين مسيّسون ويتمتعون بسلطة أعلى من تلك التي يتمتّع بها النواب المنتخبون.

"الحرب الأهلية خط أحمر"

وكان هرتسوغ الذي يعتبر دوره فخريًا، يعمل منذ أسابيع على اقتراح يهدف إلى الجمع بين الحكومة والأغلبية حول قانون عام حول هذا الموضوع.

وقال هرتسوغ: "أي شخص يعتقد أن حربًا أهلية حقيقية تودي بأرواح بشرية هي حدّ لن نصل إليه، ليس لديه فكرة عمّا يتحدث عنه"، مضيفًا أنه مقتنع بأن "غالبية الإسرائيليين يريدون تسوية"، لكنه قال: "الحرب الأهلية هي خط أحمر. لن أسمح بحدوثها".

وأضاف أن التسوية التي طرحها "يجب أن تشكّل أساسًا للتفاوض ولاستبدال المشروع الحالي".

وقبل سفره إلى برلين، قال نتنياهو أمس الأربعاء: "ما يقترحه الرئيس لم يقبل به ممثلو الائتلاف الحاكم. بعض النقاط الرئيسية في برنامجه لا تؤدي سوى إلى تمديد الوضع القائم ولا توفر التوازن المطلوب بين السلطات".

ورحّب زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق يائير لبيد على تويتر بطرح هرتسوغ، مؤكّدًا عزمه على "بذل كل الجهود (الضرورية) لتجنّب التآكل الاقتصادي والأمني والاجتماعي الذي يضر بشكل خطير بالوحدة الوطنية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close