الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

بعد سياسة التأييد الحذر.. هل تنقلب الصين على روسيا؟

بعد سياسة التأييد الحذر.. هل تنقلب الصين على روسيا؟

Changed

فقرة حول انعكاسات الحرب في أوكرانيا على اقتصاد الصين (الصورة: غيتي)
لم تطلق الصين على الهجوم الروسي على أوكرانيا صفة الغزو، متجنبةً اللغة التي قد تضعها في مواجهة روسيا على المسرح الدولي، لكنها خففت من دعمها لموسكو.

وصفت الصين الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه "حرب" للمرة الأولى يوم الخميس، في إشارة إلى تحول في لهجة بكين التي واصلت التمسك بالخط الفاصل بين دعم روسيا وإدانتها خلال الأسبوعين الماضيين.

ونقلت قناة "سي سي تي في" الحكومية عن وزير الخارجية وانغ يي قوله يوم الخميس في مكالمة عبر الهاتف مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان: "نأمل أن نرى القتال والحرب يتوقفان في أقرب وقت ممكن".

ودعا وانغ جميع الأطراف إلى الهدوء واتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع التصعيد في أوكرانيا، حسبما ذكرت قناة "سي سي تي في". 

ولم تطلق الصين على الهجوم الروسي صفة الغزو، متجنبةً اللغة التي قد تضعها في مواجهة روسيا على المسرح الدولي. ومع ذلك، خففت بكين من دعمها لموسكو، لكنها لا تزال ترفض الدعوات لانضمامها إلى الغرب في فرض عقوبات على روسيا. 

الصين رفضت دعم شركات الطيران الروسية

وكشف مسؤول بهيئة الطيران الروسية، أن الصين رفضت يوم الخميس إمداد شركات الطيران الروسية بقطع غيار طائرات. وستبحث روسيا عن مصدر أجزاء من دول أخرى بما في ذلك تركيا والهند، وفقًا لوكالات الأنباء الروسية.

وأوقفت شركتا "بوينغ" و"إيرباص" توريد المكونات تماشيًا مع العقوبات، وأغلقت جميع الدول الأوروبية تقريبًا مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

ووصف وانغ العلاقات الصينية الروسية بأنها "صلبة للغاية" في وقت سابق من الأسبوع، لكن التغيير في اللهجة يشير إلى تحول في نظرة الصين للصراع، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وطلبت أوكرانيا من بكين استخدام علاقاتها مع الكرملين لوضع حد للهجوم الروسي. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يوم السبت إنه تلقى تأكيدات بأن "الصين مهتمة بوقف هذه الحرب"، مما أثار الآمال في أن تتمكن البلاد من القيام بدور الوسيط بين أوكرانيا وروسيا.

ووصف رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الوضع في أوكرانيا بـ"المقلق"، مشيرًا إلى أنه من المهم دعم روسيا وأوكرانيا في محادثات وقف إطلاق النار.

موقف متأرجح

وأعلنت الصين "الحياد" منذ بدء هجوم بوتين، وامتنعت عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو روسيا لسحب قواتها في 2 مارس/ آذار الحالي.

وقالت الصين هذا الأسبوع أيضًا إنها "سترسل 600750 جنيهًا إسترلينيًا مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا"، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالمساعدات الإنسانية التي ترسلها دول أخرى.

ووصف مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" نُشر في 2 مارس تقريرًا للمخابرات الغربية بأنه "يدعي أن المسؤولين الصينيين الجدد كانوا يعتزمون دعم غزو أوكرانيا، لكنهم طلبوا من الكرملين الانتظار حتى انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية".

والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء الصيني شي جين بينغ في بكين يوم 4 فبراير/ شباط الفائت، قبل ساعات من حفل افتتاح الأولمبياد. وأصدر البلدان بيانًا مشتركًا أعلنا فيه أن الصداقة بين البلدين لا حدود لها.

ونفى المسؤولون الصينيون هذه المزاعم، ووصفوا تقرير "نيويورك تايمز" بأنه "أنباء كاذبة".

كما أيّدت الصين معارضة روسيا لخطط توسع حلف شمال الأطلسي، وطالبت الحلف باحترام سيادة الدول الأخرى ومصالحها الأمنية، أي روسيا. كما أيدت بكين مرارًا الحجة الروسية بأن أمن موسكو مهدد من قبل التوسع الشرقي لحلف شمال الأطلسي. 

كما رددت الصين الدعاية الروسية التي تزعم أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تعملان بشكل مشترك على تطوير أسلحة كيماوية.

تعاون اقتصادي

وفيما تواجه موسكو عقوبات متزايدة ردًا على هجومها المستمر على أوكرانيا، تنظر للصين كشريك داعم لها في وجه العقوبات الغربية. 

وبعد إقصاء البنوك الروسية عن نظام "سويفت"، اقترحت وسائل الإعلام الصينية أن يعمل نظام "سيبس" مع النظام الروسي لمواجهة قيود الغرب، على الرغم من حقيقة أن "سيبس" لديه حاليًا مشروع مشترك مع "سويفت". 

وبعد أن علّقت شركات بطاقات الدفع المصرفية "فيزا" و"ماستركارد" أعمالها في السوق الروسية، بدأت المصارف في موسكو بالبحث عن بديل، ويبدو أنها وجدت ضالتها في الشريك الصيني. 

فقد أعلن بنك "سبيربنك" أكبر مصرف في روسيا، أنه يبحث في إصدار بطاقات دفع باستخدام نظام "يونيون باي" (UnionPay) الصيني بالتزامن مع نظام المدفوعات المحلي في روسيا، حسبما أفادت "بلومبرغ". 

ويعمل "ألفا بنك" على المضي قدمًا في خطط إصدار بطاقات باستخدام "يونيون باي"، بينما نقلت تقارير عن "تينكوف بنك" قوله: "إنه سيصدر بطاقات دفع بالتعاون مع يونيون باي في أقرب وقت ممكن". 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close