ستستشير روسيا سكّان خيرسون وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا حول مسألة ترسيم حدود هاتين المنطقتيْن المشمولتين بالضم من قبل موسكو، وفق ما أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين.
وقال بيسكوف لصحافيين: "سنواصل استشارة سكان هذه المناطق"، لدى سؤاله عمّا إذا كانت روسيا ستضمّ هذه المناطق بالكامل أو ستكتفي بالأجزاء الواقعة تحت سيطرتها فقط.
يأتي ذلك، رغم إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد تحرير قوات بلاده لبلدتي أرخانهيلسكي وميروليوبيفكا الصغيرتين في منطقة خيرسون، وذلك بعد سيطرة قواته تمامًا على منطقة ليمان في دونيتسك، فيما يمثل أكبر انتصار لكييف ميدانيًا منذ أسابيع، وربما نقطة انطلاق لمزيد من المكاسب في الشرق وزيادة الضغط على الكرملين.
المساحة الأكبر
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد صادق يوم الجمعة على ضمّ أربع مناطق أوكرانية واقعة تحت سيطرة قواته بشكل جزئي أو بالكامل، وهي خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك خلال مراسم أقيمت في الكرملين.
وتم ضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالكامل، بعدما اعترفت موسكو بسيادة النظامين الانفصاليين المواليين لها قبيل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط. لكن الكرملين قال الأسبوع الماضي إن حدود منطقتي خيرسون وزابوريجيا بحاجة إلى "توضيح".
وبحسب معهد دراسات الحرب، فإنّ 72% من مساحة زابوريجيا واقعة تحت احتلال موسكو وإدارتها العسكرية. وبحسب المصدر نفسه، سقط نحو 88% من أراضي خيرسون وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه بين أيدي الروس في أول أيام الحرب.
وكانت روسيا قد نظّمت على عجل ما سمته بالاستفتاءات في المناطق الأوكرانية الأربع، ونددت بها كييف مع حلفائها الغربيين، في أعقاب الهجوم الأوكراني المضاد الذي أجبر الجيش الروسي على التنازل عن آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي الأوكرانية.
يذكر أن زابوريجيا تضم أكبر محطة طاقة نووية في أوكرانيا، الأمر الذي يثير مخاوف عديدة لا سيّما بعد اعتقال مديرها الأوكراني من قبل الجيش الروسي قبل أيام، وهو الخبير بكافة مفاصل تشغيل محطة الطاقة الضخمة، إضافة إلى توضيح بوتين أن روسيا ستوسّع مظلتها النووية لتشمل المناطق التي ضمتها.