اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب اليوم الخميس، بالمجازفة باندلاع صراع عالمي، وذلك خلال احتفال روسيا اليوم بذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وحذّر بوتين خلال خطابه من أن قوات بلاده النووية في حالة تأهب "دائمة"، مؤكّدًا أن موسكو لن تسمح بأي تهديدات غربية.
يأتي ذلك بالتوازي مع تقدم القوات الروسية على القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب في الهجوم العسكري المستمر منذ فبراير/ شباط المنصرم.
اتهام الغرب بإثارة النزاعات
في التفاصيل، فقد ألقى الرئيس الروسي خطابًا في الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود الذين ارتدوا بزّات عسكرية مخصصة للمراسم، حيث أشاد بجيشه الذي قاتل في أوكرانيا واتّهم "النخب في الغرب" بإثارة النزاعات حول العالم.
فقال بوتين بعد أن استعرض وزير الدفاع سيرغي شويغو القوات المصطفة في عاصفة ثلجية نادرة في مايو/ أيار: "نعلم ما تؤدي إليه هذه الطموحات الكبيرة، ستبذل روسيا قصارى جهدها لمنع وقوع صدام عالمي".
وأضاف الرئيس البالغ 71 عامًا: "لكن في الوقت نفسه، لن نسمح لأحد بتهديدنا. قواتنا الإستراتيجية في حالة تأهب للقتال دائمًا".
وتابع وفق ما نقلته وسائل إعلام روسية: "أيها الأصدقاء الأعزاء، تمر روسيا اليوم في فترة صعبة وحاسمة. مصير البلد الأم ومستقبلها يعتمد على كل واحد منا".
وكرّر بوتين مرارًا أن الحرب التي يخوضها في أوكرانيا حاليًا، هي معركة وجودية في وجه "النازية".
ويحيي عرض 9 مايو/ أيار العسكري ذكرى إلحاق الاتحاد السوفيتي الهزيمة بألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وبات هذا التاريخ أهم عطلة رسمية في روسيا في عهد بوتين.
وفقد الاتحاد السوفيتي 27 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية من بينهم ملايين في أوكرانيا، لكنه دفع القوات النازية في نهاية المطاف إلى التراجع إلى برلين حيث انتحر هتلر، لترفع راية النصر السوفيتية الحمراء فوق مبنى البرلمان المعروف باسم الرايخستاغ في عام 1945.
بوتين يلوح بالسلاح النووي
وكثّف بوتين أيضًا تهديداته النووية مصدرًا أوامر في وقت سابق هذا الأسبوع، للجيش الروسي بتنظيم تدريبات على الأسلحة النووية، تشارك فيها قوات سلاح البحرية والجنود المتمركزين قرب أوكرانيا.
والعام الماضي، تخلت روسيا عن مصادقتها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وانسحبت من اتفاق رئيسي مع الولايات المتحدة يهدف لمنع انتشار الأسلحة.
واليوم، نُظم في الساحة الحمراء عرض عسكري قصير يشير إلى حالة التعبئة المصاحبة للحرب، واستعرضت موسكو خلاله دبابة واحدة فقط من طراز تي-34، بينما حلقت مقاتلات فوقها ورسمت بالدخان الألوان الثلاثة للعلم الروسي.
كذلك، تضمن العرض الصاروخ الإستراتيجي الروسي العابر للقارات "يارس"، والذي قال مذيع تلفزيوني إن "قدرته مضمونة على ضرب أي هدف في أي نقطة من العالم".
وحضر العرض زعماء دول بيلاروسيا وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكوبا ولاوس وغينيا بيساو.
سحب قوات روسية من أرمينيا
ومع حضور زعماء الدول احتفالات "يوم النصر" في روسيا، كان لافتًا إشارة رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان إلى أنه سيتغيّب عن المناسبة في ظل خلاف بين البلدين، علمًا بأنه كان في موسكو مساء الأربعاء لحضور قمة إقليمية.
من جهة أخرى، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله اليوم الخميس: إن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على سحب القوات الروسية وقوات حرس الحدود، من مناطق مختلفة في أرمينيا.
وأوضح بيسكوف أن بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، توصلا إلى اتفاق بشأن هذه المسألة خلال اجتماع.
وذكرت "إنترفاكس" أن حرس الحدود الروسي سيبقى على حدود أرمينيا مع تركيا وإيران، بناء على طلب يريفان.