الإثنين 7 أكتوبر / October 2024

بمشاركة زيلينسكي.. قمة هيروشيما توسع العقوبات الغربية على روسيا

بمشاركة زيلينسكي.. قمة هيروشيما توسع العقوبات الغربية على روسيا

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على الملفات المطروحة في قمة مجموعة السبع بهيروشيما (الصورة: غيتي)
وضع قادة مجموعة السبع تجارة الألماس الروسية نصب أعينهم للتضييق أكثر على موسكو بغية منع تمويل حربها المتواصلة على أوكرانيا.

أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة السبع، اليوم الجمعة، عقوبات جديدة للحد من قدرة روسيا على مواصلة حربها في أوكرانيا، مستهدفين تجارة الألماس الروسية المربحة مع بدء قمتهم في هيروشيما اليابانية.

ويجتمع رؤساء سبع من أغنى دول العالم في هيروشيما لمناقشة تشديد الخناق على الاقتصاد الروسي، والبحث في سبل مواجهة القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين.

وفي شوارع المدينة التي كانت أول ضحية للقنبلة الذرية الأميركية في العالم، صدحت أصوات المتظاهرين المنددين بالقمة، والذين طالبوا بالسلام في العالم، رافضين أن تكون "هيروشيما" مركزًا لتأجيج الصراع في العالم ضد روسيا وكوريا الشمالية والصين، ومنبرًا تستغله الولايات المتحدة لحساباتها العالمية. 

مئات العقوبات

مسؤول أميركي رفيع في الإدارة الأميركية، أعلن اليوم الجمعة لوكالة "فرانس برس" عن "جهود مهمة هدفها أن تُقيّد إلى حد كبير وصول روسيا إلى المنتجات الضرورية لتعزيز قدراتها القتالية في ساحات المعارك".

وقال المسؤول نفسه إنّ هذه الإجراءات "ستمنع نحو 70 كيانًا من روسيا ودولًا أخرى من الحصول على الصادرات الأميركية عبر إدراجها في اللائحة التجارية السوداء. وستكون هناك نحو 300 عقوبة جديدة ضد أفراد وكيانات وسفن وطائرات".

وأفاد بأن دولًا أخرى في مجموعة السبع تستعد أيضًا "لفرض عقوبات جديدة وضوابط على الصادرات"، موضحًا أنّ المجموعة تريد تعطيل الإمدادات للصناعات العسكرية الروسية، وسد ثغرات التهرب من العقوبات وتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.

وستواصل الولايات المتحدة الضغط لمنع موسكو من الوصول إلى النظام المالي العالمي، والإبقاء على الأصول الروسية مجمدة إلى حين انتهاء الحرب في أوكرانيا.

بريطانيا تشهر عقوباتها

بموازاة ذلك، قالت الحكومة البريطانية في بيان إن رئيس الوزراء ريشي سوناك، يعتزم الإعلان عن حظر الألماس وواردات المعادن من روسيا بما في ذلك النحاس والألمنيوم والنيكل.

كما ستستهدف بريطانيا بالعقوبات 86 شخصية وشركة روسية من المجمع الصناعي العسكري الموالي للرئيس فلاديمير بوتين. وأوضحت الحكومة أن من بين هؤلاء من يدعم الكرملين للتهرب من تأثير العقوبات الحالية. 

وقال سوناك على هامش القمة: "كما تظهر العقوبات التي أُعلِنت اليوم، تظل مجموعة الدول السبع موحدة في مواجهة تهديد روسيا وثابتة في دعمها أوكرانيا".

وكانت روسيا قد صدرت ألماسًا بقيمة تقدر بنحو 4 إلى 5 مليارات دولار في عام 2021.

التعاون مع الهند 

أمّا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، فقد قال، إن الاتحاد الأوروبي يستهدف تجارة الألماس الروسية المربحة، في إطار السعي إلى تضييق قدرة موسكو على تمويل حربها على أوكرانيا، وصرح ميشال للصحافة: "سنحدّ من تجارة الألماس الروسية".

وكان مسؤول في الاتحاد الأوروبي قد أوضح أمس الخميس أن أحد المواضيع المدرجة للبحث هو صناعة الألماس الروسية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، مضيفًا أن تعاون الهند سيكون حاسمًا لإنجاح هذا الإجراء.

وتابع بحسب فرانس برس: "نود الدخول في حوار معهم (الهند) لأن صناعة الألماس مهمة جدًا هناك".

وتمثل الهند جزءًا كبيرًا من تجارة الألماس الخام في العالم. كما أنها تعدّ والإمارات العربية المتحدة، وكذلك بلجيكا عضو الاتّحاد الأوروبي، من المستوردين الرئيسيين للألماس.

وستكون هناك فرصة لقادة مجموعة السبع لعرض قضيتهم مباشرة على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي ترتبط بلاده بعلاقات عسكرية وثيقة مع روسيا، وقد رفضت حتى الآن إدانة روسيا في الحرب.

ومودي هو من بين الكثير من قادة الاقتصادات النامية الكبرى، الذين تمت دعوتهم إلى حضور القمة، إذ تحاول مجموعة السبع كسب ود الدول المشككة بالنهج الذي تتّبعه بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا وكبح نفوذ الصين.

أميركا وهيروشيما مجددًا 

وسيتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة إلى اليابان لحضور قمة قادة مجموعة السبع في هيروشيما، بحسب ما صرح أمين مجلس الأمن والدفاع القومي في أوكرانيا.

وقال أوليكسي دانيلوف للتلفزيون الرسمي: "أشياء مهمة للغاية سيتم تحديدها هناك لذا فإن وجود رئيسنا أمر ضروري جدًا للدفاع عن مصالحنا".

وتفتتح المحادثات رسميًا بعد ظهر اليوم، بعد أن اصطحب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قادة المجموعة في زيارة إلى حديقة السلام في هيروشيما لوضع أكاليل على النصب التذكاري لضحايا القنبلة الذرية.

وأفادت تقارير بأن كيشيدا الذي يتحدر من هيروشيما، والذي حاول إدراج قضية نزع السلاح النووي في جدول الأعمال، أصر على أن يزور القادة أيضًا المتحف الذي يوثق المعاناة والدمار الناجمين من القنبلة.

وقال الخميس: "آمل أن يُظهر هنا في هيروشيما قادة مجموعة السبع والزعماء من أماكن أخرى التزامهم بالسلام، وهو ما سيبقى في الذاكرة".

ورغم ذلك، يبدو أن هناك رغبة محدودة في خفض مخزونات الأسلحة النووية، في وقت هددت موسكو بشكل مستتر باستخدام هذه الأسلحة، بينما تثير كوريا الشمالية مخاوف من تجربة نووية جديدة.

وأصبح جو بايدن ثاني زعيم أميركي يزور المدينة، التي قصفتها واشنطن في نهاية الحرب العالمية الثانية بقنبلة نووية، رغم أنه على غرار الرئيس الأسبق باراك أوباما لا يُتوقَّع أن يقدم اعتذارًا عن الهجوم.

العين على الصين

وبعيدًا من ملف أوكرانيا، ستهيمن الصين على المحادثات التي تستغرق ثلاثة أيام. وسيكون التركيز على تنويع سلاسل التوريد الحيوية بعيدًا من الصين وحماية القطاعات من "الإكراه الاقتصادي". لكن الدول الأوروبية تصر على أن هذا لا يعني قطع العلاقات مع الصين، أحد أكبر الأسواق في العالم.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لصحافيين في هيروشيما: "نريد تنظيم علاقات التوريد العالمية والعلاقات التجارية والاستثمارية بطريقة لا تزداد فيها المخاطر بالاعتماد على دول بعينها".

وأكدت فرنسا أن "قمة مجموعة السبع هذه لن تكون قمة مواجهة" بل قمة للتعاون والبحث في المتطلبات في مواجهة الصين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close