الإثنين 13 مايو / مايو 2024

بمقدار الثلث.. برنامج الأغذية يقلص مساعداته للاجئين السوريين في الأردن

بمقدار الثلث.. برنامج الأغذية يقلص مساعداته للاجئين السوريين في الأردن

Changed

تقرير لـ "العربي" من شمال سوريا يسلط الضوء على تداعيات توقف إدخال المساعدات الإنسانية (الصورة: الأمم المتحدة)
حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان من "عواقب خطيرة على اللاجئين" إذا لم يتم التصدي الآن لأزمة التمويل الحالية.

أعلن برنامج الأغذية العالمي تقليص مساعداته الشهرية لأكثر من مئة ألف لاجئ سوري يقيمون في الأردن بمقدار الثلث اعتبارًا من مطلع الشهر المقبل.

تخفيض قيمة المساعدات الشهرية

ونشر البرنامج ليل الثلاثاء الأربعاء بيانًا جاء فيه: "سيضطر البرنامج آسفًا إلى تخفيض قيمة المساعدات الشهرية بمقدار الثلث لجميع اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق والبالغ عددهم 119 ألف لاجئ" بسبب نقص في التمويل.

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجّلين لدى الأمم المتحدة، ممن فروا من هجمات النظام السوري عقب اندلاع الثورة ضده في مارس/ آذار 2011.

وتقدر المملكة الأردنية المجاورة، عدد السوريين الذين لجأوا إلى أراضيها بنحو 1,3 مليون شخص.

وأضاف البيان: "ابتداءً من شهر أغسطس/ آب المقبل، سيحصل اللاجئون السوريون في المخيمات على تحويل نقدي مخفّض قدره 21 دولارًا أميركيًا للفرد شهريًا، بانخفاض عن المبلغ السابق البالغ 32 دولارًا أميركيًا".

ونقل البيان عن المدير القطري والممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن ألبرتو كوريا مينديز قوله: "نشعر بقلق بالغ إزاء تراجع حالة الأمن الغذائي لدى الأسر اللاجئة، مع نقص التمويل فإن أيدينا مقيدة".

زيادة إستراتيجيات التأقلم السلبية

وأضاف: "من المرجح أن تؤدي هذه التخفيضات إلى زيادة إستراتيجيات التأقلم السلبية لدى المستفيدين (والتي) تشمل عمالة الأطفال وانقطاعهم عن الدراسة وزواج الأطفال وتراكم المزيد من الديون التي ارتفعت بنسبة 25% بين اللاجئين في المخيمات مقارنة بالعام الماضي".

وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن "مصادر دخل اللاجئين في المخيمات محدودة حيث يعمل 30% فقط من البالغين – معظمهم في وظائف موقتة أو موسمية، وتشكل المساعدات النقدية مصدر الدخل الوحيد لـ57% من سكان المخيمات".

وأكد البيان أنه رغم تخفيض قيمة المساعدات و"استثناء حوالى 50 ألف فرد من المساعدة لإعطاء الأولوية للأسر الأشد احتياجًا (..) لا يزال برنامج الأغذية العالمي يواجه نقصًا حادًا في التمويل قدره 41 مليون دولار أميركي حتى نهاية عام 2023".

من جانبها، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان منفصل من "عواقب خطيرة على اللاجئين" إذا لم يتم التصدي الآن لأزمة التمويل الحالية.

تقدر المملكة الأردنية المجاورة، عدد السوريين الذين لجأوا إلى أراضيها بنحو 1,3 مليون شخص - الأمم المتحدة/مخيم الزعتري
تقدر المملكة الأردنية المجاورة، عدد السوريين الذين لجأوا إلى أراضيها بنحو 1,3 مليون شخص - الأمم المتحدة/مخيم الزعتري

ونقل البيان عن ممثل المفوضية في الأردن دومينيك بارتش قوله إن "نقص التمويل الحالي للاستجابة لأزمة اللاجئين يقوض الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها على مدى عقد من الزمان".

وأضاف: "هناك قلق متزايد من أن قدرة الحكومة الأردنية على شمول اللاجئين في الخدمات الصحية والتعليمية، قد تتأثر سلبًا بشكل كبير".

وأوضح بارتش أن "السنوات السابقة التي كانت تمتاز بوجود دعم مستدام مكنّت اللاجئين السوريين من دخول سوق العمل، ولكن الخطر المتقارب الآن هو أن الوضع العام للاجئين قد يعود كأزمة انسانية بتبعات خطيرة على اللاجئين والمجتمعات المستضيفة".

تخفيضات متكررة للمساعدات

وبحسب بارتش فإن "الإعلان الأخير لبرنامج الأغذية العالمي بتقليل المعونات الغذائية الشهرية جاء بعد عدة تخفيضات أخرى للمساعدات في الشهور الأخيرة، حيث قامت عدة منظمات غير حكومية في الآونة الاخيرة بالتوقف عن (دعم اللاجئين في مخيمي) الزعتري والأزرق".

ووفقًا للأمم المتّحدة، يعيش نحو 5,5 ملايين لاجئ سوري مسجّل في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.

ويأتي قرار برنامج الأغذية العالمي بعد أقل من أسبوعين على توقفت المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمالي سوريا الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بعدما أفشلت روسيا حليفة النظام الأساسية، مشروع القرار الأممي الذي يقضي بتمديد آلية إدخال المساعدات لمدة 9 أشهر، كما فرض النظام السوري شروطًا لذلك التمديد وصفتها الأمم المتحدة بـ"غير المقبولة". 

وأكد، مازن علوش، مدير الإعلام في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في حديث سابق إلى "العربي"، رفضه "تسييس" قضية المساعدات الإنسانية، وطالب المجتمع الدولي بضرورة رفع يد ما سماه "الاحتلال الروسي، والنظام المجرم، عن تقرير مصير الشعب السوري، وتمكينه من التحكم بلقمة عيشه".

وأودت الحرب في سوريا بحياة أكثر من نصف مليون شخص بحسب الأمم المتحدة وخلّفت سبعة ملايين لاجئ ومئات آلاف المفقودين أو المعتقلين، وأفضت إلى دولة مفكّكة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close