لا تزال الدروس المستقاة من التجربة المريرة لوباء كورونا مادة النقاش الأساسية في منظمة الصحة العالمية، فالاستعدادات للقمة الـ77 لمنظمة الصحة، تتضمن جملة قرارات يجب إقرارها في الأشهر الـ16 المقبلة، بهدف تعزيز آليات مواجهة الأوبئة وتجنب تفشيها.
ويقول مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "معاناتنا المشتركة لا يجب أن تذهب عبثًا ودروس الوباء لا يجب أن يتم تجاهلها، والدول قادرة على جعل العالم أكثر أمانًا للأطفال والأحفاد والأجيال المقبلة".
وشكل تحديث آليات تجنب الأوبئة أساس مشروع قرار تبحثه المنظمة، أبرز مبادئه يتعلق بحماية الأفراد والمجموعات الأكثر ضعفًا أو الأشد عرضة للمخاطر الصحية، على غرار الفئات المهمشة أو ذوي الاحتياجات الخاصة، والسكان الأصليين والمهاجرين والنساء الحوامل والأطفال والمتقدمين في السن.
ويشدد مندوب الاتحاد الأوروبي أميركو زامبيتي على ضرورة التحرك الآن لإيجاد بنية قابلة للعمل، في اتفاقية عن الوباء تغطي قضايا التجنب والاستعداد والاستجابة بطريقة واضحة يمكن تفهمها إضافة إلى دعم تطبيقها وتهيئة المؤسسات المعنية لتنفيذها.
وتبحث المنظمة كذلك سبل تفعيل مناعة سلسلة الموارد الأولية المتعلقة بالصحة، إذ يتطلب نقص الإمدادات والمعدات الطبية أثناء وباء كورونا، مقاربة مختلفة بين الدول لمنع احتكار الموارد وارتفاع أسعارها، وهي مسألة تتطلب آليات تنسيق أكثر فاعلية بين المنظمات الدولية والدول المنتجة للإمدادات الطبية.
تسعة أشهر استغرقتها فترة التفاوض على مشروع القرار الحالي الذي سيشكل جزءًا من مجموعة قرارات تستعد منظمة الصحة العالمية لتبنيها قبل القمة الصحية العالمية المقررة في مايو/ أيار 2024.
