مع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا أسبوعه الأول؛ ارتفع السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي "تي تي إف" الأربعاء إلى 194,715 يورو للميغاوات ساعي، وهو مستوى قياسي مدفوع بالحرب في أوكرانيا، إذ تعتبر روسيا منتجًا ومصدرًا رئيسيًا للغاز.
ووصل سعر الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل إلى 463,83 بنسًا لكل وحدة حرارية، وهو مستوى قريب جدًا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجّلها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عند 470,83 بنسًا.
كذلك، تسبب الهجوم على أوكرانيا بارتفاع حاد في أسعار النفط الأربعاء إذ إن روسيا تعد أيضًا من أكبر منتجي النفط الخام في العالم.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
ارتفاع أسعار النفط
وارتفع سعر خام برنت بحر الشمال المرجعي في وقت سابق إلى 113,02 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2014.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ذروته مسجّلاً 111,50 دولارًا للبرميل، وهو مستوى قياسي منذ عام 2013.
وبدأت روسيا الهجوم العسكري على جارتها في وقت كانت الأسعار ترتفع أساسًا بسبب نقص الإمدادات والانتعاش القوي في الطلب في جميع أنحاء العالم، بسبب رفع العديد من الدول القيود التي فرضتها لمكافحة جائحة كوفيد.
ويترقب المتعاملون عن كثب اجتماع الدول الأعضاء في "أوبك بلاس" بما فيها روسيا، المقرر في وقت لاحق الأربعاء.
بورصة موسكو مغلقة لليوم الثالث
وفيما أثار الهجوم الروسي تقلبات حادة في البورصات العالمية خلال الأسبوع الماضي، بقيت بورصة موسكو مغلقة الأربعاء لليوم الثالث على التوالي، فيما كثفت السلطات إجراءات الحد من الأثر المدمر للعقوبات الغربية على الاقتصاد.
وقرر بنك روسيا "عدم استئناف جلسات التداول" الأربعاء في بورصة موسكو المغلقة منذ الإثنين باستثناء عمليات المشتريات بالروبل.
وكان البنك المركزي أعلن الإثنين أن بعض العمليات ستبقى محدودة حتى السبت 5 مارس/ آذار.
وكانت البورصة بقيت مغلقة الإثنين بعد الإعلان عن عقوبات اقتصادية كبرى على روسيا، ردًا على اجتياح أوكرانيا من قبل روسيا.
وحوالي الساعة 9:00 ت غ الأربعاء، كان يجري التبادل بالروبل بسعر 109 للدولار و119 روبلًا لليورو.
"سنبقى واقفين"
من جهته، أقر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن "الاقتصاد الروسي تعرض لضربة قاسية"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هناك "درجة من المقاومة والقدرة والخطط وعمل مكثف جار". وأضاف: "سنبقى واقفين".
في غضون ذلك، تكثف السلطات الروسية الإجراءات للحد من التدهور. وكان البنك المركزي أعلن الأربعاء عن إجراءات تحظر على الأجانب شراء أسهم روسية وسحب أموال من السوق المالية الروسية، كما ذكرت وكالات الأنباء الروسية، في مواجهة نزف الاستثمارات الأجنبية.
والثلاثاء أُعلن منع المغادرة من روسيا مع أكثر من عشرة آلاف دولار نقدًا.
بدورها، أبدت وزارة المال الروسية تأييدها لإلغاء الضريبة على القيمة المضافة على مشتريات الذهب من قبل الأفراد مقترحة تفضيلها على شراء العملات الأجنبية.
وبسبب العقوبات، أعلن بنك روسيا "سبيربانك" الأربعاء انسحابه من السوق الأوروبية.
من جهتها أعلنت شركة صناعة الصلب الروسية "سفيرستال" وقف عمليات التسليم إلى أوروبا.
حظر التعامل مع البنك المركزي الروسي
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الإثنين، أن الولايات المتحدة حظرت بمفعول فوري أي تعامل مع البنك المركزي الروسي، في عقوبات غير مسبوقة في شدّتها بالتنسيق مع عدد من حلفاء واشنطن.
وقالت الوزارة في بيان إن هذا "القرار له تأثير بشل حركة كل الأصول التي يملكها البنك المركزي الروسي في الولايات المتحدة"، ما سيحد بقوة من قدرة موسكو على الدفاع عن عملتها ودعم اقتصادها.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن عمليات الحفاظ على العملة الروسية التي بدأت تنهار "لن تعود ممكنة وأصبح سور روسيا دون دفاع". واعتبر أن العقوبات المُنسقة ستخلق "حلقة مفرغة" للاقتصاد الروسي، وتوقع أن "يزداد التضخم بالفعل وتنهار القدرة الشرائية وتنهار الاستثمارات".
كما فرضت الولايات المتحدة أيضًا الإثنين عقوبات على "صندوق الاستثمار الروسي المباشر" وهو مؤسسة مالية رسمية تستخدمها روسيا لجمع أموال في الخارج، ويديرها كيريل دميترييف وهو مقرّب من الرئيس الروسي.
ولليوم السابع على التوالي، تستمر العملية العسكرية في أوكرانيا، مع فرض مزيد من العقوبات على موسكو، والتي كانت آخرها إغلاق الولايات المتحدة الأميركية مجالها الجوي بالكامل أمام الطيران الروسي، اليوم الأربعاء.