أُفرجت أفغانستان أمس الأحد، عن مواطن نمسوي اعتقل لمدة 9 أشهر بعد زيارة قام بها في مسعى منه لتحدي تحذيرات سلطات بلاده حول الوضع الأمني هناك.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الإفراج عن المحتجز النمسوي في أفغانستان، جاء على إثر وساطة قطرية.
"حظ سيء"
وفي التفاصيل، فقد وصل هيربرت فريتز البالغ من العمر 84 عامًا إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد إفراج طالبان عنه.
وكان فريتز قد اعتقل في مايو/ أيار بعد أن تحدى تحذير بلاده المعلن منذ فترة طويلة بعدم السفر إلى أفغانستان التي عادت طالبان إلى حكمها عام 2021.
وفي محاولة لإثبات أن أفغانستان آمنة، سافر إلى هناك ونشر مقالًا بعنوان "عطلات مع طالبان" عبر إحدى وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة.
ولدى وصوله إلى الدوحة قال النمسوي للصحافيين ردًا على على سؤال حول احتجازه: "أعتقد أنه كان حظًا سيئًا لكنني أريد زيارتها مرة أخرى".
وأضاف فريتز: "كان هناك بعض الأشخاص اللطفاء، لكن كان هناك أيضًا بعض الحمقى، أنا آسف".
ووفقًا لصحيفة "دير ستاندرد" النمسوية، فإن فريتز شغوف بزيارة الأماكن "الخطرة" وسبق أن زار أفغانستان في الثمانينيات وشرق أوكرانيا في السنوات الأخيرة.
الوساطة القطرية
بدورها، شكرت السلطات النمسوية دولة قطر على مساعدتها في الإفراج عن فريتز، مشيرة الى أنه يتلقى رعاية طبية في الدوحة قبل العودة إلى بلاده.
ومن مطار الدوحة لفت مراسل "العربي" صابر أيوب إلى أن فريتز قرر التوجه إلى كابل لأغراض سياسية، إذ أراد أن يبرهن لحكومة بلاده أن أفغانستان بلد آمن وأن على الحكومة ترحيل اللاجئين الأفغان في النمسا.
وكشف مراسلنا أن أفغانستان اعتقلته بتهمة التجسس، فيما لم تنجح كل الجهود التي قامت بها الدولة النمسوية التي ليست لها علاقة مباشرة مع حكومة طالبان في الإفراج عنه، رغم زيارات أجراها برلمانيون وسياسيون إلى كابل بهدف حث السلطات على إطلاق سراح فريتز.
ويردف: "بعد ذلك، توسطت قطر في هذه المسألة واستطاعت أن تفرج عنه، وها هو وصل إلى مطار الدوحة في انتظار انتقاله إلى وجهته النهائية".
وكان في استقبال فريتز بمطار العاصمة القطرية، ممثل المستشار النمسوي وممثل وزارة الخارجية القطرية.
وأكد بيان الخارجية القطرية استمرار دولة قطر في اتباع نهج الحوار لحلّ النزاعات، كما شكر حكومة تصريف الأعمال الأفغانية التي تجاوبت مع مطلب إطلاق سراح هيربرت فريتز الذي يعاني من مشاكل صحية.