كشف المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات الهادفة للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة، وصفقة تبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، مستمرة رغم وجود تحديات كبيرة تواجهها.
وفي إجابة على سؤال لأحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي حول ما إذا كان المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود، قال الأنصاري: "دور قطر في هذا الإطار مستمر، والجهود القطرية مستمرة وما زالت الاتصالات جارية بين جميع الأطراف".
جهود الوساطة مستمرة
وأضاف الأنصاري: "أكدنا أن التصريحات (الإسرائيلية المنتقدة لدور الدوحة) لا تؤثر على موقف قطر بما يتعلق بالوساطة وفض المنازعات وبالجهود التي تقودها قطر في غزة في إطار ذلك للوصول إلى تهدئة إنسانية قريبة، وبالتالي هذه الجهود ستبقى بالرغم من هذه التصريحات الخاوية".
وفي ردّه على سؤال حول النقاط الخلافية في صفقة التبادل، كرر الأنصاري الموقف القطري بضرورة عدم كشف تفاصيل المفاوضات حفاظًا على سلامة مسارها، لكنه أكد أن "الجانب الإنساني يحتل الأولوية في النقاط التفاوضية".
كما بيّن الأنصاري أنه "لا يمكن لأحد استيعاب حجم الدمار والقتل في غزة"، مؤكدًا حرص دولة قطر على تقديم المساعدات الإنسانية في أقرب فرصة "دون أي شروط أو قيود".
رد على انتقادات نتنياهو
وكان الأنصاري قد طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتركيز على مسار المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس "بما يخدم أمن المنطقة"، مؤكدًا في بيان له على مضي دولة قطر في جهودها للوساطة "وعدم الالتفات للمهاترات والتصريحات التي لا يمكن أن نفهمها إلا في سياق الهروب من الأزمات السياسية الشخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي".
وجاء موقف الأنصاري في بيان أصدره تعقيبًا على تصريحات لنتنياهو انتقد خلالها جهود الوساطة القطرية في مسار المفاوضات حيث طالب الدوحة بالضغط على "حماس" للإفراج عن مزيد من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
واعتبر الأنصاري أن التصريحات الأخيرة لنتنياهو ليست "إلّا محاولة جديدة منه للمماطلة وإطالة أمد الحرب لأسباب باتت مكشوفة للجميع".
قطر تطالب بإدخال مساعدات إلى غزة فورًا
المتحدث باسم الخارجية القطرية عبّر عن قلق بلاده على وضع الفلسطينيين في شمال غزة، مطالبًا بإدخال المساعدات إلى القطاع فورًا.
كما عبّر عن القلق إزاء الوضع في رفح المكتظة بالسكان والنازحين، لافتًا إلى أن أي احتمال لهجوم بري على المدينة سيسفر عن مقتل الكثيرين ومضاعفة المعاناة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل بهذا الشأن.
ورأى الأنصاري أن فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب يفقد الثقة فيه.
من جهة أخرى، لفت المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى وصول طائرة قطرية إلى مطار العريش تحمل 20 طنًا من المساعدات الإنسانية.
ولعبت قطر دورًا محوريًا في هدنة إنسانية مؤقتة خلال نوفمبر الماضي، استمرت لمدة سبعة أيام، وانتهت مطلع ديسمبر الماضي، وأسفرت عن إطلاق 105 من الإسرائيليين والأجانب لدى حماس، مقابل 240 أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال، و71 أسيرة و169 طفلًا، فيما تقدر تل أبيب بأن 137 شخصًا ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.