الأحد 12 مايو / مايو 2024

بين الدبلوماسية والخيار العسكري.. هل من أفق للحل في النيجر؟

بين الدبلوماسية والخيار العسكري.. هل من أفق للحل في النيجر؟

Changed

حلقة من برنامج "تقدير موقف" تلقي الضوء على مآلات الانقلاب في النيجر (الصورة: رويترز)
تأخذ التطورات والمواقف الدولية النيجر إلى مرحلة لا يمكن التكهن بنتائجها، خاصة إذا ما نفذ قرار مجموعة "إيكواس" بالتدخل العسكري رغم صعوبته.

أخفقت الجهود الدبلوماسية حتى اللحظة في الوصول إلى حل ينهي الانقلاب العسكري في النيجر، ويعيد البلاد إلى ما قبل 26 يوليو/ تموز الماضي، تاريخ عزل الرئيس محمد بازوم.

وفي الأسبوع الثالث على الانقلاب، باتت ورقة الحسم العسكري أكثر جدية، رغم صعوبة إقرارها وتنفيذها.

فالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إيكواس لم تستبعد في اجتماعها الأخير أي خيار في النيجر، وإن كانت الأفضلية تصب في صالح حل دبلوماسي يعيد الحكم الديمقراطي للرئيس المعزول.

استعادة النظام الدستوري

إلا أن المجلس العسكري رفض هذا الحل، وأقفل الباب أمام أي دبلوماسية تعيد خيار الاستسلام، كما رفض السماح بدخول مبعوثين من إفريقيا والأمم المتحدة، وقاوم الضغوط للجلوس على طاولة إيكواس بعد تجاهل مهلة تسليم السلطة والإفراج عن بازوم القابع خلف قضبان قصره الرئاسي.

من هناك، ناشد بازوم حزبه لتعبئة وطنية لإنقاذه من ظروف اعتقاله القاسية.

ومن القصر أيضًا، استقبل الرئيس المعزول مكالمات دولية لبحث المبادرات والاقتراحات، من بينها اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بحث خلاله الجانبان الزيارة الأميركية إلى نيامي، والتي خرجت خالية الوفاض بعد رفض الانقلابيين اقتراحات واشنطن لاستعادة النظام الديمقراطي.

ويمضي المجلس العسكري في بسط سيطرته وإضفاء الشرعية عليها، من خلال الإعلان عن وجوه حكومته الجديدة، في الوقت الذي تبرز فيه إلى العلن أولى ملامح المعارضة الداخلية للحكم العسكري، بعد إطلاق المعارضين حركة مناهضة للمجلس العسكري، تدعم إيكواس وأي أطراف دولية تسعى لاستعادة النظام الدستوري.

النيجر أمام خيارين

وتأخذ هذه التطورات النيجر إلى مرحلة لا يمكن التكهن بنتائجها، خاصة إذا ما نفذ قرار التدخل العسكري رغم صعوبته، نظرًا للعقبات التي تمنع إيكواس من التدخل العسكري، بدءًا من المعضلة المالية، وصولًا إلى رفض بعض البلدان هذا الخيار وعلى رأسها الجزائر ومالي وبوركينا فاسو.

وعليه، وإلى حين الوصول إلى حل ما في النيجر، تواظب الدول الضغط على المجلس العسكري من خلال فرض عقوبات جديدة كان آخرها العقوبات النيجيرية، بالإضافة إلى إعلان الاتحاد الأوروبي عن إعداد أولى عقوباته على أعضاء المجلس العسكري.

هذه القرارات لا يمكنها إنتاج حل في النيجر التي باتت أمام خيارين: حل دبلوماسي بأمد غير قصير، أو حسم عسكري بتداعيات غير محسوبة.

اهتمامات مختلفة

في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني العبيدي أن "سبب الاهتمام العالمي بما يحصل في النيجر يختلف بين دولة وأخرى".

ويشير العبيدي، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن "فرنسا تعتبر النيجر أساس مقاربتها الجديدة في منطقة الساحل بعد الخروج المذل من مالي".

ويقول: "هناك ارتباطات إستراتيجية بين النيجر وفرنسا، وتحديدًا في الجانب الأمني، وباريس تبدأ بحماية نفسها من نيامي".

ويضيف: "الاختلافات بين فرنسا والاتحاد الأوروبي غير بعيدة من ناحية الخيارات الممكن اللجوء إليها في النيجر".

أزمة في فرنسا

من جهتها، ترى مديرة معهد إيفيريس للدراسات الدولية والإستراتيجية ليزلي فارين أن "اهتمام فرنسا بأحداث النيجر غير نابع من الاستفادة من اليورانيوم، لأنه موجود في أكثر من دولة".

وتشير فارين، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن "فرنسا أجبرت على ترك مالي وذهبت إلى النيجر وجعلتها الخيار الإستراتيجي الأوحد في الساحل".

وتقول: "الرئيس إيمانويل ماكرون خسر في مالي وبوركينا فاسو، وإذا غادر الجيش الفرنسي من نيامي فستكون خسارة كبيرة".

وتضيف: "في حال حصل هذا الأمر وخرجت القوات الفرنسية من نيامي، فستبقى هناك خيارات أخرى كالتشاد مثلًا".

تداعيات ظاهرة

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة طرابلس خالد التومي أن "الانقسام واضح في إيكواس وتحديدًا بعد الاجتماع الأول المتعلق بالتدخل العسكري".

ويشير التومي، في حديث إلى "العربي" من تونس، إلى أن "هذا الانقسام قد يمتد ويتطور في حال تطورت الأزمة في النيجر وحصل التدخل العسكري".

ويوضح أن "تشاد مثلًا قد تنضم إلى النيجر في دفاعها عن نفسها، لأن لديها توجهات في المنطقة غير ظاهرة إلى الآن".

ويقول: "ما يحصل اليوم هو حدث ستكون تداعياته ظاهرة في المحيط الإفريقي والعالم كله".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close