السبت 27 أبريل / أبريل 2024

"بي بي سي" تقر بخطأ في تغطية قضية الإبادة.. ماذا عن انحيازها لإسرائيل؟

"بي بي سي" تقر بخطأ في تغطية قضية الإبادة.. ماذا عن انحيازها لإسرائيل؟

Changed

بي بي سي
لا يبدو اليمين البريطاني راضيًا عن تغطية "بي بي سي" للحرب على غزة على الرغم من انحيازها لرواية الاحتلال الإسرائيلي- غيتي
تُتهم هيئة الإذاعة البريطانية بتبني رواية الاحتلال الإسرائيلي على حساب رواية أهل غزة والإبادة التي يتعرضون لها.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أخذت أغلب وسائل الإعلام الغربية موقفًا منحازًا للرواية الإسرائيلية مع تجاهل حجم الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون.

بدا الأمر بالنسبة لكثيرين أشبه بمعركة حامية الوطيس في ساحة السردية. ولم يقف الأمر عند تجاهل الرواية الفلسطينية فقط، بل هناك من ذهب أبعد من ذلك، وأضاف من عنده وفبرك ونشر معلومات مضللة ثبت بطلانها لاحقًا.

"الهيئة ارتكبت خطأ"

هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وضعت نفسها في فوهة مدفع الانتقادات بسبب اتهامها بتبني الرواية الإسرائيلية، وتجاهل الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وهذه ليست اتهامات جديدة للبي بي سي.

لكن الجديد هو اعتراف رئيس السياسة التحريرية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ديفيد جوردان باحتمال ارتكاب خطأ قال عنه "ربما ارتكبت الهيئة خطأ"، وكان يقصد تغطية "بي بي سي" التي وصفت بغير المتكافئة لقضية الإبادة الجماعية المرفوعة على إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

تصريح جوردان جاء في سياق الرد على تشكيك النائبة عن حزب العمال المعارض، جولي إليوت في نزاهة التغطية وحياديتها، في جلسة مع المشرعين في لجنة الإعلام بالبرلمان.

وعرضت النائبة تحيز الـ"بي بي سي" للجانب الإسرائيلي، باختيارها بث كلمة الدفاع الإسرائيلي بالكامل في المحكمة الدولية، والاقتصار على بث أجزاء فقط من مرافعة جنوب إفريقيا.

ودفع تشكيك النائبة البريطانية في نزاهة تغطية الـ"بي بي سي"، بمدير السياسات التحريرية والمعايير في "بي بي سي"، للإقرار بعدم تكافؤ بث المرافعات المعروضة في محكمة العدل الدولية. وذكر أن فريق الأخبار "أدرك الحاجة إلى تعديلات محتملة"، وقال: "إذا فكروا في الأمر مرة أخرى، فربما فعلوا ذلك بطريقة مختلفة".

وكانت الانتقادات لأداء "بي بي سي" التحريري والصحافي قد تصاعدت منذ اليوم الأول للعدوان، وتعرضت مراسلة الهيئة، لوسي ويليامسون لانتقادات كثيرة بعد دخولها مع جيش الاحتلال إلى مستشفى الشفاء في غزة، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أجل عرض ما قالت إن الاحتلال عثر عليه خلال تفتيشه للمجمع الطبي.

كما تعرضت الهيئة البريطانية لانتقادات كثيرة بعد نشرها تقريرًا قبيل ارتكاب إسرائيل لمجزرة المستشفى المعمداني"، التقرير حمل عنوان: "هل تبني حماس الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس؟" واتهمت الـ"بي بي سي" حينها بإعطائها ذريعة لارتكاب الاحتلال جريمة المستشفى المعمداني.

كما اتُهمت الـ"بي بي سي" بنقل ترجمة غير صحيحة لتصريح أسيرة فلسطينية محررة بشأن إذلال الاحتلال للأسيرات، بعد إطلاق الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين المحررين في صفقة التبادل بين الاحتلال وحركة حماس. قبل أن تحذف الهيئة الفيديو من منصاتها وتبرر ما حصل بخطأ في المونتاج.

ومصدر الاتهامات التي تواجه الـ"بي بي سي" ليس خارجيًا دائمًا، فقد تناقلت وسائل الإعلام وجود اعتراضات واحتجاجات على تغطية المؤسسة حتى بين صحفييها.

نشر الدعاية الإسرائيلية

وعلى الرغم من الاتهامات التي تواجه الـ"بي بي سي" بالانحياز للرواية الإسرائيلية، فإن اليمين البريطاني لا يبدو راضيًا عن تغطيتها أيضًا، فمجرد نشر تقرير عن تعرض "طاقم مجمع ناصر الطبي للإذلال من قبل القوات الإسرائيلية" جعل الإعلام البريطاني اليميني، يصعد اتهاماته لها ويتهمها بالتحيز ضد إسرائيل.

وقد شهد تصريح مدير السياسات التحريرية والمعايير في "بي بي سي"، على منصات التواصل البريطانية تفاعلًا كبيرًا.

فقال أهيبا: "الخطأ هو شيء يحصل عن غير قصد، ومن الواضح أن هذا الخطأ كان مقصودًا".

وكتب جريفيل ميلز: "من السهل قول ذلك في وقت لاحق! من الواضح أنه لو كانت هيئة الإذاعة البريطانية تغطي ما يحدث في غزة بمزيد من الصحافة الاستقصائية بدلًا من نشر الدعاية الإسرائيلية، فربما أدركت أهمية جلسات الاستماع التي تعقدها محكمة العدل الدولية!".

أمّا توم فقال: "لقد اشتكيت رسميًا إلى هيئة البث البريطانية في الوقت الحقيقي، أي قبل نحو ثلاث ساعات من بدء مرافعة جنوب إفريقيا، بشأن التغطية غير الكافية (صفر تغطية) والتحيز المحتمل. لم يكن هناك أي رد. هذا لم يكن خطأ بنسبة مئة في المئة، بل كان قرارًا تحريريًا، تمت الموافقة عليه من قمة الهرم في بي بي سي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close