تعيش كرة القدم الألمانية على وقع تبعات الإخفاق المروع في كأس العالم قطر 2022، بعد خروجها من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال روسيا 2018.
وبعد الهزيمة أمام اليابان في المباراة الأولى، تعادلت ألمانيا وإسبانيا 1-1، لتنهي مباريات المجموعة الخامسة بفوز على كوستاريكا بـ4-2، لم يسعفها بفارق الأهداف أمام إسبانيا التي انتزعت بطاقة التأهل الثانية، بعد اليابان متصدرة المجموعة.
إقالة مدير المنتخب
وفيما وصفت وسائل إعلام ألمانيا ما حدث بالزلزال الكروي الذي أصاب "أمة كروية عظيمة"، فتحت بعضها التكهنات على مصراعيها حول مسألة التغيير الجذري لبنية المنتخب الوطني، بعدما بدأ الاتحاد الألماني أمس بالإطاحة بمدير المنتخب اللاعب السابق أوليفر بيرهوف الذي تسلم منصبه منذ 18 عامًا.
وقال الاتحاد الألماني في بيان رسمي له أمس الإثنين: "وافق أوليفر بيرهوف اليوم على إنهاء عقده قبل نهايته، حيث كان سيستمر حتى عام 2024. ونتمنى له كل التوفيق في عمله المستقبلي".
صحيفة بيلد الألمانية قالت، اليوم الثلاثاء، إن قرار إقالة بيرهوف سينعكس بالتأكيد على وجود هانسي فليك على رأس الجهاز الفني للمنتخب، كون الأخير كان من الداعمين الأوائل لتولي مدرب بايرن ميونخ السابق، مسؤولية الإشراف على المانشافت بعد استقالة يواكيم لوف حامل لقب بطل العالم 2014.
الأرض تهتز تحت فليك
بيلد أضافت أن المناخ المحيط بالمدرب فليك، بما فيه وجود تنسيق عالي المستوى مع المدير بيرهوف، هو عامل مؤثر لاستمراره، وبالتالي سيفقد المدرب البالغ 57 عامًا أبرز داعميه، ما قد لا يؤهله للاستمرار حتى بطولة أمم أوروبا التي ستستضيفها ألمانيا عام 2024.
من جهته، أكد فليك الذي قد يواجه استجوابًا من الاتحاد الألماني، حول الإخفاق المونديالي، أن إقالة بيرهوف ستعقد الأمور، وقال في تصريحات نقلها موقع الاتحاد: "في الوقت الحالي، نواجه أنا والطاقم التدريبي صعوبة في تخيل كيفية سد الفجوة التي أحدثها رحيل أوليفر، على الصعيدين المهني والشخصي".
وأضاف فليك: "اتسم تعاوننا دائمًا بالولاء لروح الفريق. وبالنسبة لي شخصيًا ، كان أوليفر هو أول من اتصل بي، وهو صديقي داخل المجموعة، لقد كان هدفنا المشترك هو مشروع يورو 2024 في ألمانيا".
هل يكون توخيل بديلًا؟
بعض وسائل الإعلام توقعت أن يتولى ماتياس سامر، المدير في فريق بروسيا دورتموند، وقائد ألمانيا السابق الذي أحرز معها لقب يورو 1996، مسؤولية الإشراف الإداري على المنتخب بدلًا من بيرهوف. لكن "سكاي سبورت" ألمانيا قالت إن لجانًا فنية في الاتحاد المحلي ترشح اسم اللاعب السابق توماس هيتسلسبرغر.
بدورها قالت صيحفة كيكرز، إن المدرب السابق لتشيلي ودورتموند، توماس توخيل مرشح بقوة لتولي مسؤولية تدريب المنتخب، بعد أن بات وضع فليك مهزوزًا برحيل بيرهوف.
فليك ليس وحده المهدد في منتخب ألمانيا، فقد وجهت وسائل إعلام ألمانية انتقادات عنيفة للحارس مانويل نوير، وزميله في بايرن ميونخ توماس مولر، الأمر الذي قد يفضي إلى تغييرات جذرية قد تضرب المنتخب الألماني في الأيام القادمة.
وفي مايو/ أيار العام الماضي 2021، تولى فليك مسؤولية المنتخب بعد إحرازه سداسية تاريخية مع فريق بايرن ميونخ، أكثر النوادي الألمانية تمثيلًا في المنتخب الذي شارك خلال مونديال قطر.