هدّدت جماعة الحوثي مجددًا السفن في البحر الأحمر مع تواصل العدوان على قطاع غزة، واضعة تجارة إسرائيل البحرية في "مأزق"، في ظل تراجع الواردات وارتفاع تكاليف النقل، وسط تحذيرات من تأثير تلك التهديدات على التجارة العالمية.
فقد هددت جماعة الحوثي اليمنية باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر وبحر العرب "بغض النظر عن جنسيتها"، محذرة جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع المواني الإسرائيلية.
وقالت: حرصًا منا على سلامة الملاحة البحرية نحذّر جميع السّفن والشركات من التعامل مع المواني الإسرائيلية.
وأضافت أن "القوات المسلحة اليمنية تؤكد حرصها الكامل على استمرار حركة التجارة العالمية عبر البحرين الأحمر والعربي لكل السفن ولكل الدول، عدا السفن المرتبطة بالإسرائيلي أو التي ستقوم بنقل بضائع إلى المواني الإسرائيلية".
وقد تزامن ذلك مع تصريح مدير ميناء إيلات الإسرائيلي بأن "تهديدات الحوثيين منعت وصول سفن تحمل 14 ألف مركبة" منذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفق ما نقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا أن 85% من مداخيل الميناء تأتي من واردات المركبات.
كما أشارت تقديرات إلى أن تلك الهجمات تهدد نحو 41 مليار دولار من التجارة الإسرائيلية مع دول قارة آسيا، وفق ما جاء في موقع "العربي الجديد".
"حماية عسكرية للطرق البحرية"
في المقابل، طالب أصحاب السفن بمزيد من الحماية العسكرية للطرق البحرية، في وقت تسعى فيه أميركا إلى تشكيل قوة عمل بحرية مع دول أخرى لضمان "المرور الآمن للسفن" في ظل الاضطرابات التي تهدد الأسواق العالمية خاصة سوق النفط.
ويشير موقع spglobal إلى أن باب المندب يعد ممرًا لنحو 10% من تدفقات النفط العالمية المنقولة بحرًا، وسط توقعات بتراجع إمدادات الطاقة الإقليمية بنحو 30%، وفق "فايننشال تايمز".
وقد دفعت التهديدات كثيرًا من شركات الشحن إلى تغيير مسارها للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، والإبحار على طول غرب إفريقيا في رحلة تُطيل مسار الرحلة وتزيد تكاليف الشحن.
وبحسب دراسة لمركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التركي (INSAMER)، فإن تلك الرحلات تزيد التكلفة بنحو 43%. ويأتي ذلك، بحسب "فايننشال تايمز"، في حين زادت شركات التأمين الأسعار في الفترة الأخيرة بنسبة تصل إلى 300% في إحدى الحالات.
وكانت جماعة الحوثي هاجمت قبل أيام 3 سفن تجارية في البحر الأحمر، ضمن سلسلة الهجمات التي تشنّها على سفن مرتبطة بإسرائيل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما لا تزال تحتجز حتى الآن السفينة "غالاكسي" التي استولت عليها منذ أسابيع، إضافة إلى شنّ هجمات بمسيرات وصواريخ على إسرائيل.