لم يتبدّل مشهد الأيام الماضية على الجبهات الأوكرانية، إذ يتواصل توغل جيش كييف في مناطق سيطرة روسيا شرقي البلاد وجنوبيها، حيث تشخص الأبصار نحو محافظة خيرسون إذ أعاد الجيش الأوكراني السيطرة على بلدات عديدة فيها.
وأظهرت خرائط عسكرية نشرتها وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، تراجعًا كبيرًا للقوات الروسية في شمال خيرسون الجنوبية، وخروج شبه كامل من خاركيف شمالي شرق أوكرانيا.
زحف أوكراني واسع
وخلال مؤتمر صحافي يومي بيّنت خارطة اليوم أن القوات الروسية خرجت من عدد كبير من نواحي خيرسون أبرزها دودشاني الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبر، حيث يشنّ الجيش الأوكراني هجومًا مضادًا هناك.
ومقارنة بخرائط أمس، يبدو أن الروس خرجوا بشكل شبه كامل من الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، وهي الناحية الأخيرة التي كانت قواتهم لا تزال تسيطر عليها في خاركيف، وذلك بعدما تعرّضت فيها لهزائم في إطار الهجوم المضاد الأوكراني.
رغم ذلك، لم يعلن الجيش الروسي عن أي انسحاب ولم يعلّق بشأن التراجع الذي تظهره الخرائط.
إحدى المناطق التي وقع ضمها إلى #روسيا.. الجيش الأوكراني يؤكد تحقيق تقدم في محيط منطقة خيرسون #أوكرانيا تقرير: صالح عباد pic.twitter.com/RbksX1Gl1j
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 4, 2022
تزامنًا، أكد الإعلام الأوكراني السيطرة على ميكايليفكا الإستراتيجية في خيرسون وهو خبر لم تنفه روسيا التي وضعتها في إطار خروقٍ أرجعتها لـ"تفوق أوكراني في عدد الدبابات".
وإلى الشرق، لا تزال بلدة ليمان شمالي دونيتسك حاضرةً في المعادلات بعد انسحاب الجيش الروسي منها، وتعد مدينة إستراتيجية تشدد أوكرانيا أنها ستكون منطلقًا لتحرير المزيد من المناطق المجاورة في دونباس.
تصعيد مختلف
وجاء التقدم الأوكراني في أعقاب إعلان روسيا ضم الشرق الأوكراني ومحافظات في الجنوب إلى الاتحاد الروسي، في "إخفاق" أتاح التخمين أن موسكو قد تلجأ إلى تصعيد مختلف في محاولة لقلب الطاولة، وفق مجلة "التايمز" البريطانية.
فقد نقلت المجلة عن مسؤولين عسكريين اعتقادهم، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لتصعيد كبير في أوكرانيا.
أما وزيرة الخارجية الألمانية فكانت أوضح في التعبير عن هواجسها، إذ أكدت في تصريحات لصحيفة ألمانية محلية أن برلين تأخذ التهديدات المتكررة لروسيا باستخدام الأسلحة النووية "على محمل الجد للغاية".
كما تشارك الولايات المتحدة هواجس ألمانيا عينها، إذ أعادت التحذير من استخدام روسيا للسلاح النووي في أوكرانيا.
وبينما يبقى اللجوء إلى النووي في إطار الاعتقاد والتحذير يجمع كثيرون في الغرب على أن المعادلات في الساحة الميدانية تتغير وأن كافة الاحتمالات للرد الروسي متوقعة.