الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

ترسيم الحدود البحرية.. المعارضة الإسرائيلية تنتقد ولبنان ينفي تقديم تنازلات

ترسيم الحدود البحرية.. المعارضة الإسرائيلية تنتقد ولبنان ينفي تقديم تنازلات

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش ما إذا كانت إسرائيل حققت مكاسب في اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان (الصورة: غيتي)
حذر وزير الخارجية اللبنانية تل أبيب من منع بيروت من التنقيب عن الغاز في مياه المتوسط، مؤكدًا أن للبنان، القدرة على وقف التنقيب أو ضخ الغاز إلى المناطق الإسرائيلية.

أكد وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب في تصريحات خاصة لـ"العربي" أن لبنان حصل على كل ما أراده في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وحذر بو حبيب تل أبيب من منع بيروت من التنقيب عن الغاز في مياه المتوسط، مؤكدًا أن للبنان، القدرة على وقف التنقيب أو ضخ الغاز إلى المناطق الإسرائيلية، ومعتبرا أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين بلاده وإسرائيل هو "اتفاق تاريخي".

والخميس، وقع لبنان وإسرائيل رسميًا على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما، بعد أشهر من مفاوضات مضنية بوساطة أميركية، وذلك بعد تسليم الوثائق الرسمية التي تتضمن موافقتهما على الاتفاق للوسيط الأميركي والأمم المتحدة في جنوب لبنان.

وخاض لبنان وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة استمرت عامين بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كلم مربًعا.

من جهته، قال وزير الطاقة اللبنانية وليد فياض لـ"العربي": إن الاتفاق وضع بلاده في قائمة منتجي الغاز الطبيعي، ونفى تقديم لبنان أي تنازلات خلال المفاوضات غير المباشرة.

وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، انتهاء التدابير والاستنفارات الاستثنائية للحزب، واعتبر خلال كلمة له أن الاتفاق انتصار كبير للبنان دولة وشعبا ومقاومة، على حد قوله.

بدورها قالت الرئاسة اللبنانية في إعلانها الرسمي عن الاتفاق، إنه لا يخرج عن الجانب التقني، مؤكدة أنها لن تدخل أي تغيير على سياسة البلاد الخارجية فيما يخص العلاقة مع إسرائيل.

"إنجاز ديبلوماسي"

وأمام هذا الإعلان اللبناني، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن الاتفاق إنجاز ديبلوماسي واعتراف من دولة معادية لإسرائيل.

وكانت إسرائيل بدأت باستخراج الغاز حتى قبل التوقيع النهائي على الاتفاق، وهي التي سارعت لإنجاز الاتفاق وإقراره قبيل انتخابات الكنيست وانتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون.

وتطمح إسرائيل إلى أن تصبح دولة رائدة في مجال الطاقة، لا سيما مع توقيعها على اتفاق قبل 4 أشهر مع مصر والاتحاد الأوروبي لتوريد الغاز إلى أوروبا، ناهيك عن تأكيد إسرائيل حصولها على مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية أيضًا من وراء الترسيم الحدودي.

وفي ردود الفعل، قال منسق مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إن "اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل يساهم في أمن الطاقة شرقي البحر المتوسط".

وأضاف كيربي أن واشنطن ستعمل مع الطرفين من أجل تطبيق الاتفاق الذي وصفه بالإنجاز، موضحًا أن بلاده مستعدة لمواصلة دور الوساطة بين لبنان وإسرائيل في مرحلة تنفيذ بنود اتفاق ترسم الحدود البحرية.

هل حققت إسرائيل مكاسب من الاتفاق؟

وفي هذا الإطار، يشير مراسل "العربي" من القدس أحمد جرادات إلى وجود انتقادات لاتفاق ترسم الحدود من قبل رئيس المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى انتقادات إسرائيلية أخرى اعتبرت الاتفاق بمثابة استسلام لحزب الله بعد إرساله طائرات مسيرة باتجاه حقل كاريش، حيث أسقطت المنظومة الإسرائيلية عددًا منها، فيما نجحت طائرة بالعودة حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

ويضيف أن طائرات حزب الله المسيرة شكلت ضغطًا على إسرائيل لإنجاز ترسيم الحدود، لاستخراج الغاز من حقل كاريش.

ويلفت مراسلنا إلى أن إسرائيل كانت تقول دومًا منذ البداية، إن كاريش حقل إسرائيلي ويقع في المياه الإقليمية، وليس متنازعًا عليه، وقامت بتأخير استخراج الغاز لشهر واحد على الأقل، بعدما تحدثت الإدارة الأميركية مع الحكومة الإسرائيلية، وطالبتها بشكل صريح بإعطاء فرصة للمفاوضات مع الجانب اللبناني لترسيم الحدود.

ويتابع جرادات أن إسرائيل تعتقد أنها حققت مكاسب سياسية كبيرة، بعد توقيع اتفاقية بين دولتين لا علاقات بينهما أو لا يوجد بينهما أي تطبيع.

ويشير إلى أن إسرائيل تعتبر أن مطالبها الأمنية أخذت بالحسبان من ناحية الإبقاء على خط العوامات الذي وضعته إسرائيل من طرف واحد بالقوة منذ انسحابها من جنوب لبنان عام 2000، عندما رفضت التعديلات اللبنانية التي وصفتها بالجوهرية الشهر الماضي.

ويردف مراسل "العربي"، أن إسرائيل تعتبر أن اتفاقية الترسيم وضعت حدًا للنفوذ الإيراني في لبنان، كما أنها ستقوض نفوذ حزب الله.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close