الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

"تريد تدمير كل شيء في دونباس".. روسيا تحاول تضييق الخناق على لوغانسك

"تريد تدمير كل شيء في دونباس".. روسيا تحاول تضييق الخناق على لوغانسك

Changed

تقرير لـ"العربي" حول تدهور الأوضاع في دونباس جرّاء الهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: وسائل التواصل)
أقر الرئيس الأوكراني بأن الوضع في دونباس صعب جدًا، مضيفًا أن كل القوات المتبقية للجيش الروسي نشرت هناك من أجل الهجوم.

يحاول الجيش الروسي جاهدًا تضييق الخناق على منطقة لوغانسك في دونباس بشرق أوكرانيا، حيث كثف هجومه بهدف "تدمير كل شيء"، على ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال حاكم المنطقة سيرغي غايداي على تلغرام الأربعاء: "في منطقة لوغانسك، الروس يتقدمون من كل الجهات في آن".

وأمس الثلاثاء، أقر زيلينسكي بأن "الوضع في دونباس صعب جدًا"، مضيفًا: "كل القوات المتبقية للجيش الروسي نشرت هناك من أجل الهجوم لأنهم يريدون تدمير كل شيء".

وكانت موسكو قد قررت تكثيف هجومها في منطقة دونباس، التي تضم لوغانسك ودونيتسك، حيث يواجه الأوكرانيون صعوبة في الدفاع عنها بعدما تمكنوا من إبعاد القوات الروسية من أكبر مدينتين في البلاد، كييف وخاركيف (شمال شرق).

وكان "الدفاع عن دونباس" التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا جزئيًا منذ 2014، وراء إطلاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/ شباط هجوما على أوكرانيا.

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء: "سنواصل العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق جميع الأهداف". وأكد أن بلاده تستعد لهجوم طويل الأمد في أوكرانيا.

قصف "يزداد حدة"

من جانبها، أكدت هيئة أركان الجيوش الأوكرانية أن موسكو تلجأ بشكل متزايد إلى الطيران لدعم قواتها على الأرض.

وأفادت أنه "بسبب نقص الصواريخ الفائقة الدقة، يسعى العدو إلى تدمير البنى التحتية الأساسية والعسكرية في أوكرانيا عبر وسائل أخرى".

وفي دونباس أشار الحاكم المحلي إلى قصف "يزداد حدة"، مشيرًا الى أن "الجيش الروسي يريد أن يدمر بالكامل سيفيرودونيتسك" المدينة الإستراتيجية الواقعة في شمال غرب لوغانسك.

وقال سيرغي غايداي: "نحن في موقع متقدم يوقف الهجوم وسنقوم بذلك. رغم تفوق جيش العدو، سننتصر لأننا نقاتل من أجل أرضنا"، مقارنًا الوضع في منطقة لوغانسك بالوضع في ماريوبول.

وكانت هذه المدينة الساحلية الكبرى الواقعة في جنوب شرق البلاد دمرت بشكل شبه تام بعد قصف وحصار استمرا لأسابيع.

"معارك كثيفة"

في غضون ذلك، يطوق الروس مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، اللتين يفصل بينهما نهر وتشكلان آخر جيوب المقاومة الأوكرانية.

وتجري معارك أيضًا من أجل السيطرة على مدينة ليمان التي سيشكل الاستيلاء عليها تقدمًا مهمًا في محاولات التطويق كما قال رئيس الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك دنيس بوشيلين.

وأضاف في برنامج مؤيد للكرملين يبث على يوتيوب "وحدات روسية ومن الميليشيا الشعبية (الجيش الانفصالي الموالي لروسيا) دخلت إلى المدينة".

من جهته، تحدث وزير الدفاع الأوكراني أيضًا عن معارك كثيفة في محيط مدينتي بوباسنا وباخموت اللتين سيؤدي سقوطهما إلى سيطرة الروس على محور طرق مهم في جهود الحرب.

"تسريع تسليم الأسلحة"

وفي هذا الإطار، دعت كييف الغربيين إلى تسليمها المزيد من الأسلحة.

وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا الثلاثاء: إن الهجوم الروسي في دونباس "معركة شرسة وهي الأكبر على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. أحض شركاءنا على الإسراع في تسليم الأسلحة والذخيرة".

من جهته طالب الرئيس زيلينسكي أيضًا "بأسلحة ثقيلة من قذائف صاروخية ودبابات وأسلحة مضادة للسفن وأسلحة أخرى".

إلى ذلك، لا يزال الوضع على الجبهة الجنوبية مستقرًا، رغم أن الأوكرانيين أعلنوا تسجيل مكاسب على الأرض فيها.

"الحفاظ على حضارتنا"

من جانب آخر، في خاركيف (شمال-شرق) بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها واستأنفت محطات المترو التي استخدمت ملجأ من القنابل، العمل منذ الثلاثاء.

وفي تصعيد للضغط على روسيا، قررت الولايات المتحدة أن تنهي اعتبارًا من الساعة 4:01 بتوقيت غرينتش، إعفاء يتيح لموسكو دفع ديونها بالدولار كما أعلنت الخزانة الأميركية الثلاثاء.

وهذا القرار يمكن أن يؤدي بروسيا التي لديها حوالي 12 دينًا لتسديده بحلول نهاية السنة، إلى تخلف عن السداد.

وفي منتدى دافوس، أعلن الرئيس السويسري إيغناسيو كاسيس أن بلاده ستنظم في 4 و5 يوليو/ تموز "مؤتمرًا لإعادة إعمار أوكرانيا" سيتطرق خصوصًا لمسألة المساهمات التي تم الإعلان عنها وتلك التي سترصد لاحقًا من قبل البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والاتحاد الاوروبي.

من جهته وجه الملياردير الأميركي جورج سوروس إنذارًا على هامش اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي. وقال في خطاب: إن "غزو (أوكرانيا من قبل روسيا) قد يكون بداية الحرب العالمية الثالثة وحضارتنا قد لا تنجو منها".

وأضاف "أفضل طريقة للحفاظ على حضارتنا، هي هزم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في أسرع وقت ممكن".

وخلال النزاع المسلح المستمر منذ ثلاثة أشهر، قتل 234 طفلًا وأصيب 433 بحسب ما أعلن مكتب المدعية العامة في أوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا.

كذلك، قتل آلاف المدنيين والعسكريين بدون أن تكون هناك حصيلة مفصلة. وفي مدينة ماريوبول فقط، تحدثت السلطات الأوكرانية عن 20 ألف قتيل.

ونزح أكثر من ثمانية ملايين أوكراني داخليًا بحسب الأمم المتحدة. يضاف إليهم 6,5 ملايين شخص فروا إلى الخارج، أكثر من نصفهم أي 3,4 ملايين إلى بولندا.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة