أثار البيان الصحافي لمحمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، ردود فعل واسعة، بعد أن أعلن فيه عزم الجيش تسليم السلطة للمدنيين، متعهدًا بتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها.
ووضعت تصريحات حميدتي علامات استفهام حول الوضع السياسي المأزوم في السودان، في ظل غياب الثقة بين الأطراف السياسية.
وعضدت هذه التصريحات التنازلات التي طرحها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان سابقًا بتسليم السلطة، والدعوة لحوار سياسي بين مكوّنات الثورة المختلفة.
موقف قوى الحرية والتغيير
ورحّب المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بموقف حميدتي، واعتبره امتدادًا لخطوات تراجع السلطة الانقلابية، على حدّ وصفه.
وأوضح القيادي في قوى الحرية والتغيير نور الدين صلاح الدين لـ"العربي" أن البيان "لا يختلف كثيرًا عن خطاب رئيس السلطة الانقلابية الذي أدلى به في وقت سابق"، موضحًا أنّ "كلا الفعلين أو البيانين يحمل رائحة الهزيمة".
أما المكونات الداعمة للانقلاب في قوى التوافق الوطني، فرحبت بدورها بخطوة "حميدتي"، ووصفتها بأنّها "خطوة في الاتجاه الصحيح".
ولعلّ أهمّ ما حمله تصريح حميدتي هو إصلاح المنظومة العسكرية، وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وصولًا إلى جيش مهني موحد.
تباين مواقف القوى السياسية في #السودان بعد إعلان "حميدتي" عزم الجيش ترك السلطة للمدنيين#العربي_اليوم تقرير: وائل محمد الحسن pic.twitter.com/kvDHYeRakC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 25, 2022
تراجع سلطة الانقلاب
ويؤكد الناطق الرسمي لقوى الحرية والتغيير في الخارج عمار حمودة بدوره أن موقف القوى لم يتغيّر تجاه جماعة الانقلاب.
ويشير حمودة في حديث إلى "العربي" من لندن، إلى أن ما قام به حميدتي "يكشف عن تراجع السلطة الانقلابية في كثير مما ادعته منذ تنفيذ الانقلاب من أنها سلطة أمر واقع ضد إرادة الشعب السوداني".
ويلفت إلى أن "قوى الحرية والتغيير مع باقي مكونات الثورة تقف جنبًا إلى جنب لتحقيق المطالب بالدولة المدنية والانتخابات الحرة النزيهة".