Skip to main content

"تشتت" المعارضة و"تماسك" تحالف أردوغان.. اقتراب يوم الحسم في تركيا

الجمعة 26 مايو 2023

قرر حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا مواصلة دعم مرشح "تحالف الأمة" كمال كليتشدار أوغلو، رغم مبادراته تجاه أحزاب من اليمين المتطرف في الفترة التي تسبق الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية.

وأثار كليتشدار أوغلو انزعاج مؤيديه الأكراد اليساريين بتقربه من الناخبين القوميين بعد عدم تمكنه من الحصول على الأصوات اللازمة للفوز على مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس طيب رجب أردوغان في الدورة الأولى في 14 مايو/ أيار.

"توزيع للأدوار" داخل المعارضة

وفي هذا السياق، رأى الباحث المختص في الشأن التركي سعيد الحاج أن هناك تشظيا أو "توزيعا للأدوار" داخل المعارضة التركية، فبعد إعلان سنان أوغان دعمه للرئيس أردوغان، قرر حليفه رئيس "حزب النصر" أويت أوزداغ دعم منافسه كليتشدار أوغلو.

وقال الحاج في حديث إلى "العربي"، من اسطنبول، إنّ "تحالف الجمهور" الذي يناصر أردوغان ما زال متناغمًا إلى حدّ كبير جدًا، وذلك ينعكس على وحدة الموقف والحملة الانتخابية المتناغمة في الجولة الأولى.

واعتبر أن ذلك يعطي مصداقية للمقترعين، ولا سيما أن أردوغان يصرّ على الحملات التقليدية بلقاءات مع الجماهير، قبل بدء الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، يوم الأحد في تركيا.

مفاجأة من الخارج

وبعدما أغلقت صناديق الاقتراع وانتهى التصويت للأتراك في الخارج في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية بنسبة بلغت أرقامًا فاقت الجولة الأولى التي وصلت نسبة المشاركة فيها إلى أكثر من 53%، بحسب اللجنة العليا للانتخابات، جدّد حزبا اليسار الأخضر والشعوب الديمقراطي الكرديان دعمهما لمرشح المعارضة كليتشدار أوغلو.

وأشار الحاج، إلى أن تلك النسبة تعد مفاجأة كبيرة، بعد توقعات بتراجع المعدل خارج تركيا قبل الجولة الثانية، ما يعني أن قدرة المرشحين على الحشد مازالت مستمرة، إضافة إلى الدور الذي لعبته في الدورة الماضية حيث كادت تلك الأصوات أن تحسم النتيجة.

تناقض مواقف 

ويخوض المرشح كليتشدار أوغلو البالغ 74 عامًا الدورة الثانية للانتخابات متأخرًا عن الرئيس أردوغان بنحو خمس نقاط.

ورأى الحاج في حديثه إلى "العربي"، أن نتائج الجولة الأولى أثارت الجدل والبلبلة داخل تحالف المعارضة، ولا سيما مع مقاربة أوغلو لموضوع اللاجئين السوريين، الذي وصل حد التحريض والعنصرية، الأمر الذي فجر خلافات داخل صفوف تلك المعارضة.

وكان حزبا الشعوب الديمقراطي الداعم للأكراد وحلفاؤه الخضر، ثالث أكبر كتلة انتخابية في البرلمان الجديد، قد حذرا بشكل خاص عندما ضم أوغلو جهوده إلى مجموعة هامشية من اليمين القومي هذا الأسبوع.

وسعى كليتشدار أوغلو بدون جدوى لنيل دعم سنان أوغان، الذي حل ثالثًا بفارق كبير في الاقتراع الرئاسي وأعلن تأييده لأردوغان الإثنين.

دعوات مقاطعة 

وذكرت وسائل إعلام تركية بأن عددًا من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، أرادوا الدعوة إلى مقاطعة الدورة الثانية احتجاجًا على أساليب كليتشدار أوغلو. غير أن الرئيسة المشاركة في الحزب بيرفين بولدان قالت للصحافيين إن الإحجام عن التصويت، من شأنه فقط أن يساعد أردوغان في نيل ولاية ثانية من خمس سنوات.

وقالت: "أردوغان ليس خيارًا بالنسبة إلينا". وأضافت: "في 28 مايو، سننجز العمل الذي لم يُستكمل في 14 مايو. أمام الذين يحاولون الحؤول دون مطلب التغيير هذا، سنذهب حتمًا إلى الانتخابات".

انتقدت بولدان بشدة الأسلوب الجديد لكيليتشدار أوغلو- فيسبوك

وتتناقض لهجة كليتشدار أوغلو القومية الأكثر صراحة بشدة مع حملته الأكثر شمولًا في الدورة الأولى. فقد حاول الموظف العام السابق التركيز على معالجة الانقسامات الاجتماعية في تركيا، وتعهد بالدفاع عن المصالح الكردية.

ومع تعهده بمحاربة "الإرهاب"، وهي عبارة تركية تشير الى جماعات كردية تخوض معارك دامية من أجل حكم ذاتي أوسع منذ الثمانينيات، ووعده بطرد ملايين السوريين وغيرهم من المهاجرين الذي استقروا في تركيا منذ تولي أردوغان السلطة في 2003، انتقدت بولدان بشدة الأسلوب الجديد لكليتشدار أوغلو.

وقالت: "من الخطأ تسجيل نقاط سياسية من المهاجرين أو اللاجئين". وأضافت: "لن نتراجع عن موقفنا مهما كانت الظروف". لكنها أكدت أن هدفها الرئيسي الأحد هو إنهاء "حكم الرجل الواحد" لأردوغان.

أردوغان والفوز

وأبدى أردوغان ثقة وقلص من حملته الانتخابية منذ تقدمه في الدورة الأولى. فيما يقدر المحللون في مؤسستين غربيتين لاستشارات المخاطر السياسية، هما مجموعة "أوراسيا" ومقرها الولايات المتحدة، ومؤسسة "فيريسك ميبلكروفت"، ومقرها المملكة المتحدة، احتمالات فوزه بنسبة 80% أو أكثر.

ولجأ أردوغان إلى الظهور على التلفزيون الوطني، يوم الأربعاء، للسخرية من نهج كليتشدار أوغلو الجديد، وانتقد رحلات هذا الأخير إلى واشنطن ولندن خلال الحملة الانتخابية. وقال أردوغان إن كليتشدار أوغلو "يعد بالانصياع لمطالب قوى إقليمية وعالمية".

ودافع كليتشدار أوغلو عن تلك الزيارات باعتبارها مساعي، لإعادة مؤسسات استثمار غادرت تركيا بسبب أزمة اقتصادية، تسببت بها سياسات أردوغان غير التقليدية، وفق تعبيره.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة