صعّدت قوات النظام السوري مساء الإثنين الماضي وتيرة القصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء درعا البلد؛ فيما تواصلت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين قوات النظام ومقاتلين من أبناء المنطقة.
وبحسب مراسل "العربي" فقد استهدفت قوات النظام السوري بلدة المزيريب بريف درعا الغربي بقذائف الهاون، فيما قام شبان مسلحون من درعا بمهاجمة مواقع النظام في مدينة نوى بريف درعا الغربي.
وأشارت المعلومات إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة دارت بين أبناء مدينة داعل وقوات النظام في المدينة، في وقت قطع أهالي المدينة طريق عمان دمشق الدولي نصرة لأهالي درعا البلد، وقاموا بتدمير مبنى فرقة حزب البعث وسط المدينة، الذي كان مقرًا لعناصر وضباط المخابرات الجوية.
وكانت المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري أخلت عناصرها من مبنى الحزب قبل يومين من الهجوم.
وفي سياق متصل، هاجم شبان حاجزًا تابعًا لأمن الدولة ومفرزة للأمن العسكري جنوب مدينة الحارة في الريف الشمالي الغربي لمحافظة درعا. ويأتي ذلك بعد هجوم مماثل استهدف "الكتيبة الإلكترونية" شمال مدينة الحارة في الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء.
"خوات" على الخارجين من الأحياء المحاصرة
وشهدت أحياء درعا البلد بحسب مراسل "العربي" حركة نزوح نحو حي درعا المحطة الذي يقع تحت سيطرة النظام السوري، خوفًا من ارتفاع وتيرة التصعيد، لا سيما وأن المفاوضات لم تصل إلى نقطة تبشر بحل قريب للتوتر.
وكشف نشطاء في مدينة درعا أن حواجز قوات النظام السوري فرضت "خوة" على من يريد الخروج من الأحياء المحاصرة في درعا البلد، وصلت إلى 500 دولار أميركي عن بعض العائلات، بحسب ما يحملون من حاجيات.
كما وصف نشطاء في درعا البلد الوضع بـ"الكارثي" خاصة بعد أن رفضت لجان درعا المركزية طلبات وزير دفاع النظام السوري علي أيوب، والقصف الذي جاء كرد انتقامي على إصرار أهالي المنطقة على رفض تقديم تنازلات إضافية للوزير السوري.
من جهتها أصدرت عشائر درعا بيانًا طالبت فيه عناصر النظام السوري المنتمين إلى مدينة درعا بالانشقاق عنه.
وجاء في البيان الذي صدر صباح اليوم الثلاثاء: "حربنا ليست معكم، بل هي مع المليشيات التي استجلبتها إيران لتستبيح بيوتنا وأرضنا، عدونا واحد وقضيتنا واحدة، أنتم أبناؤنا ولا نرضى لكم الموت كما لا نرضاه لأنفسنا".
المعارضة تقدم مقترحًا للحل
ويشير مراسل "العربي" إلى أن اللجان المركزية المعارضة قدمت مقترحًا للنظام السوري للحل في درعا، يقضي بنشر قوات عسكرية تابعة للفرقة 15 والأمن العسكري إلى جانب عناصر من اللواء الثامن في عدة أحياء بدرعا البلد، إضافة لإجراء عمليات تفتيش محدودة بحضور لجان التفاوض.
وفي هذا الإطار، تلفت المصادر إلى احتمالية رد النظام السوري وروسيا على مقترح اللجان المركزية مساء اليوم الثلاثاء، وسط هدوء حذر تشهده المنطقة لا يخلو من قصف متقطع للنظام السوري يستهدف أحياء درعا البلد.