السبت 27 أبريل / أبريل 2024

تطورات متسارعة في السودان.. هل يترك العسكر حقًا الحكم للمدنيين؟

تطورات متسارعة في السودان.. هل يترك العسكر حقًا الحكم للمدنيين؟

Changed

حلقة من "للخبر بقية" تناقش تطورات الشأن السوداني بعد بيان نائب رئيس مجلس السيادة الذي أعلن فيه استعداد العسكر لتسليم السلطة إلى المدنيين (الصورة؛ غيتي)
يأتي موقف حميدتي استكمالًا لإعلان قائد الجيش السوداني قبل أسابيع عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار برعاية الآلية الثلاثية.

في ظل استمرار المظاهرات المنددة بالانقلاب العسكري في السودان، خرج نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" معلنًا ترك أمر الحكم للمدنيين ومتعهدًا بتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها.

حميدتي دعا كل القوى السياسية والثورية للإسراع في الوصول إلى حلول عاجلة تؤدي إلى تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، محذرًا من انهيار البلاد جراء انتشار الصراعات القبلية وإراقة الدماء.

موقف حميدتي يأتي استكمالًا لإعلان قائد الجيش السوداني قبل أسابيع عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار برعاية الآلية الثلاثية لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة تتولى استكمال متطلبات الفترة الانتقالية على حد تعبيره.

انقسام مستمر

التفاعل الأول مع القوى العسكرية الجديدة أتى من الجبهة الثورية السودانية الموقعة على اتفاق جوبا، التي رأت في بيان حميدتي تطورًا يفتح الطريق ويحدث اختراقًا لحالة الجمود الراهنة.

لكن حالة انقسام القوى السياسية التي برر بها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان انقلابه في أكتوبر الماضي، ما زالت مستمرة وطاغية على المشهد السوداني.

فبينما تتشبث قوى رئيسة في الشارع مثل تجمع المهنيين ولجان المقاومة بخيارات رديكالية ضد الجيش، غيرت قوى الحرية والتغيير موقفها أخيرًا ومدت يدًا إلى الحوار.

وقال المتحدث باسم مجلس هذه القوى إنه لا يوجد شخص عاقل في ظل ظروف البلاد الحالية يرفض دعوة للتوافق الوطني.

"استجابة لما يدور على الساحة السياسية"

وفي هذا الإطار يقول الباحث في مركز الخرطوم للدراسات الرشيد معتصم مدني إن "حميدتي وقواته كانت ضمن القانون بعدما أنشأها النظام السابق، وهي تشكيلات كانت تحت سيطرة الدولة وتعمل وفق القانون حتى لو اختلف معها البعض".

إلا أن مدني يشير في حديث إلى "العربي" من العاصمة السودانية إلى أن لدى السودانيين شكوكًا بشأن هذه التشكيلات وخصوصًا أن هذه القوى أمر جديد في تاريخ السودان.

ويرى أن جوهر حديث حميدتي استجابة لما يدور على الساحة السياسية، ولإظهار أن القوات النظامية السودانية موحدة في قراراتها وبرامجها السياسية.

ماذا عن أسباب إصدار البيان؟

القيادي في قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي نور الدين بابكر يعتبر أن هناك سببين رئيسين وراء البيان الذي أصدره حميدتي.

ويشرح بابكر في حديث إلى "العربي" من الخرطوم أن السبب الأول هو أن حميدتي يريد أن يعيد نفسه إلى المشهد وأن يعرّف بنفسه مرة أخرى كرجل دولة.

ويلفت إلى أن الخطاب من حيث المضمون اختلف في بعض النقاط مع خطاب البرهان الذي سبقه، إلا أنهما اتفقا على تصوير أن سبب الأزمة هو خلاف المدنيين والتأكيد أنهما مستعدين لتسليم السلطة، معتبرًا أنها "كلمة حق يراد بها باطل".

بابكر أوضح أن الأزمة في السودان ليست بسبب الخلاف بين المدنيين، لافتًا إلى أن هذا الخلاف طبيعي ومطلوب وتتم إدارته في النقاش والحوار، مشددًا على أن سبب الأزمة الحقيقي هو "انقلاب 25 أكتوبر".

أما عن السبب الثاني لبيان حميدتي، فيقول بابكر إنه يكمن في رغبة نائب رئيس المجلس العسكري في إرسال رسائل أخرى إلى المجتمع الدولي في إطار سباقه المحموم مع البرهان للتأكيد أنهما حريصان على التحول المدني الديمقراطي وعلى تسليم السلطة للمدنيين.

ويضيف أن حميدتي أرسل رسائل داخلية متعلقة باتفاق جوبا، وعن إصلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية فيما لم يتطرق البرهان في خطابه السابق إلى هذه الأمور.

ويشدد على أن المؤسسة العسكرية غير جادة في تطبيق كل هذه الأمور على أرض الواقع.

"التفاف على مطالب الشارع"

المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين بشرى الفكي يرى أن البيان الذي أصدره حميدتي لا يعني التجمع.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من سيدني إلى أن حميدتي وقبله البرهان أصدرا قرارات قالا إنها لتصحيح مسار الثورة، إلا أنهما فشلا تمامًا، معتبرًا أن هذا البيان هو نعي للقرارات السابقة التي أصدروها.

ويقول إن حميدتي كان مجبرًا على إطلاق المواقف التي صدرت في البيان، لافتًا إلى أن الشعب السوداني هو من قرر أن لا دور للمؤسسة العسكرية مرة أخرى في العمل السياسي.

ويضيف أن البيان ليس خطوة إلى الأمام بل التفاف على مطالب الشارع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close