الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"تطور لافت".. جماعة "نصرة الإسلام" في مالي تعلن خطف روسي من فاغنر

"تطور لافت".. جماعة "نصرة الإسلام" في مالي تعلن خطف روسي من فاغنر

Changed

تقرير عن دور المرتزقة الروس في مالي (الصورة: غيتي)
تغوص مالي منذ 2012 في أزمة أمنية خانقة لم يساعد إيفاد قوّات أجنبية على حلّها وشهدت انقلابين عسكريين منذ أغسطس 2020.

أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في مالي التي شهدت انقلابًا عام 2020، احتجاز روسي عضو في مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية، التي يتّهمها الغرب بأنها قريبة من الكرملين، وبأنّ مرتزقتها ارتكبوا انتهاكات في كل من مالي وليبيا وسوريا وتشارك حاليًا بقوة في أوكرانيا.

وجاء في نص البيان باللغة العربية: "في الأسبوع الأوّل من شهر (أبريل/ نيسان)، منّ الله على عباده المجاهدين بأسر جندي من قوات فاغنر الروسية في منطقة جبالي في ولاية سيقو" في وسط مالي.

تطور نوعي

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، وهي تحالف مسلح رئيسي في منطقة الساحل والمرتبط بتنظيم "القاعدة"، القبض على روسي منخرط في القتال ضد المجموعات المسلحة في البلاد.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال في سبتمبر/ أيلول الماضي، إنّ مالي طلبت من شركات روسية خاصة تعزيز الأمن فيها، وذلك في أول تعليق رسمي من موسكو حول استعانة بامكو بمجموعة الأمن الروسية الخاصة "فاغنر" المثيرة للجدل.

وجاءت تصريحات لافروف حينها، تعقيبًا على تعالي التحذيرات الأوروبية للحكومة المالية على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، من التعاقد مع عناصر مسلحة من مجموعة "فاغنر"، في الوقت الذي اعتزمت فيه فرنسا خفض وجودها العسكري في مالي.

ووقتها حذرت فرنسا مالي، من أن التعاقد مع عناصر مسلحة من الشركة الأمنية الروسية الخاصة، سيؤدي إلى عزلة البلاد دوليًا.

وتابعت المجموعة في بيانها: "تلك القوات المجرمة التي قامت بمشاركة القوات المالية بإنزال جوي على سوق قرية مورا واشتبكوا مع عدد المجاهدين فيه، ليقوموا بعد ذلك بمحاصرة تلك القرية لمدة خمسة أيام وقتل المئات من الأبرياء العزّل".

ووفق البيان نفسه، فقد "تصدّى المجاهدون لعمليتي إنزال قامت بها القوات المسلّحة المرتزقة بالمروحيات فوق جبال بنجاغرا على بعد 70 كيلومترا من سيفاري. وقد غنم المجاهدون بعضًا من أسلحة المرتزقة الذين هربوا".

وتغوص مالي منذ 2012 في أزمة أمنية خانقة لم يساعد إيفاد قوّات أجنبية على حلّها، وشهدت انقلابين عسكريين منذ أغسطس/ آب 2020.

واندلعت أعمال العنف في الشمال قبل أن تتّسع رقعتها إلى وسط البلد وجنوبه ويتعقّد النزاع مع انخراط ميليشيات محلية وعصابات إجرامية فيه.

وأودى النزاع بحياة الآلاف، من مدنيين ومقاتلين. وبات وسط مالي إحدى النقاط الساخنة في الأزمة التي تعصف بالساحل الإفريقي.

وراح المجلس العسكري الذي يحكم البلد منذ 2020 يتقرّب من موسكو ويبتعد عن فرنسا التي أوفدت وحدات عسكرية إلى البلد للتصدّي للتنظيمات المسلحة منذ 2013.

وفي أغسطس/ آب 2021، أدرجت الولايات المتحدة خمسة أشخاص وصفوا بأنهم "من قادة الجماعات الجهادية في إفريقيا" ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين"، وعلى رأس هؤلاء وسيدان أغ هيتا "القائد المسؤول عن منطقة كيدال في مالي ضمن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة لتنظيم القاعدة.

دعم فاغنر لمالي

وقررت فرنسا في فبراير الماضي الانسحاب من مالي في أجواء من تدهور الأمن على خلفية التوتر بين باريس والمجلس العسكري الحاكم الذي يتهمه الغربيون باستخدام خدمات مجموعة فاغنر. وتؤكد باماكو من جهتها وجود مدربين روس عاديين.

وسبق أن قدّمت ثلاث منظّمات غير حكومية شكوى، في روسيا ضد ما تعتبره "جرائم حرب" ارتكبها أفراد من مجموعة "فاغنر".

وفاغنر "منظمة غير رسمية خاضعة للسيطرة الفعلية لروسيا"، وتقيم علاقات مشبوهة مع الكرملين، ويستخدمها بدون شك في الظل لخدمة مصالحه.

ورُصدت عناصر "فاغنر"، للمرة الأولى في 2014، إلى جانب الانفصاليين المُوالين لروسيا في شرق أوكرانيا، وحاليًا لها نشاط بارز في الاجتياح الروسي لأوكرانيا منذ فجر 24 فبراير/ شباط 2022.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدات على تويتر أواخر مارس/ آذار الماضي، أنّ مجموعة فاغنر، الشركة العسكرية الروسية الخاصة، انتشرت في شرق أوكرانيا، بمن فيهم قادة كبار في المجموعة، لتنفيذ عمليات قتالية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close