الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

تعرضا للأسر والسرقة.. شابان يقومان بمهام إنقاذ خطرة في السودان بسيارة أجرة

تعرضا للأسر والسرقة.. شابان يقومان بمهام إنقاذ خطرة في السودان بسيارة أجرة

Changed

نافذة عبر "العربي" على المهمة البطولية التي قام بها شابان أنقذا العشرات في السودان بسيارة أجرة متهالكة (الصورة: رويترز)
وسط المعارك في أولى أيام الحرب، خرج الطالبان سامي الجادة من السودان وحسن تيبوا من تنزانيا لإنقاذ عشرات الأشخاص بسيارة أجرة متهالكة.

فيما كانت تشتد المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، خرج طالبان في مهمة بطولية، وتمكنا من إنقاذ ما لا يقل عن 60 شخصًا.

روت صحيفة "نيويورك تايمز" قصة الشابين سامي الجادة من السودان وحسن تيبوا من تنزانيا، وذكرت أنهما ساهما من خلال سيارة أجرة متهالكة في إنقاذ عشرات الأشخاص عند بداية الاقتتال.

الشابان اللذان يدرسان الهندسة الميكانيكة في السنة الأخيرة، يعملان أيضًا كسائقي سيارة أجرة للمساعدة في دفع إيجار المنزل. لكن ظروف الحرب قادتهما إلى دخول مغامرات كادت أن تودي بحياتهما. 

اتصال يطلب المساعدة

وذكر الصحافي الإيرلندي ديكلان والش كيف أصبح الطالبان المفلسان عبر سيارتهما المتهالكة أمل اليائسين وخيارهم الوحيد في أحد الأحياء الراقية في العاصمة السودانية مع انطلاق الصراع المسلح.

بعدما لجآ في الأيام الأولى من المواجهات إلى شقتهما للاحتماء من القذائف والرصاص، جاء موعدهما مع أولى عمليات الإنقاذ بعد مرور خمسة أيام.

يومها رن الهاتف فعرفا أن شخصًا ما يحتاج إلى المساعدة. وذاك الشخص لم يكن سوى مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة؛ سيدة أربعينية محاصرة في منزلها داخل حي راقٍ، وتعيش لحظات يأس استثنائية بسبب وجود مقاتلين بمدافع رشاشة خارج المبنى. 

والمرأة نفد أيضًا الماء من منزلها الذي تسرّب إليه الدخان الأسود، في حين انخفضت بطارية هاتفها إلى 5%.

وبدا أن الطالبين لم يجدا صعوبة في حسم قرارهما، حيث توجها إلى سيارتهما وقاداها نحو بيت المسؤولة الأممية.

يعمل الطالبان كسائقي سيارة أجرة للمساعدة في دفع إيجار المنزل
يعمل الطالبان كسائقي سيارة أجرة للمساعدة في دفع إيجار المنزل

كان الطريق ضبابيًا بسبب الأدخنة المتصاعدة من كل مكان، وآثار القذائف لا تخطئها عين في المباني المثقوبة. كما كان المقاتلون في كل مكان، والسيارات المتفحمة تنتشر على جانبي الطريق.

اجتاز الشابان سلسلة من نقاط التفتيش التي يديرها مقاتلون مترقبون قاموا بفحص هاتفيهما وأغرقوهما بالأسئلة، فاستغرق الأمر ساعة لقطع 4 أميال فقط.

في نهاية الأمر وصلا إلى منزل المسؤولة الأممية ووجداها وحيدة داخل شقتها في مبنى يبدو مهجورًا، وقد اختبأت في حمامها لعدة أيام. وهناك شاهدا في غرفة معيشتها ثقوبًا من آثار الرصاص.

فكرة عجيبة للنجاة

في ما يخص مهمة إخراج السيدة من المكان فقد كانت لتأتي بدورها صعبة ومميتة، لكن ذهن الطالبين تفتق عن فكرة عجيبة؛ وهي إخبار الحواجز الأمنية بأن المسؤولة الأممية مجرد امرأة حامل تحتاج للذهاب إلى المستشفى.

هكذا ارتدت المسؤولة عباءة تغطي كامل جسدها، ونجحت الخطة حيث تمكنت بعد 45 دقيقة من الوصول إلى فندق فاخر في الخرطوم كان تحول، بحسب الصحيفة، إلى مخيم للاجئين بخمسة نجوم.

وعلى مدى الأسبوع التالي، أنقذ الطالبان سامي وحسن وفق المصدر نفسه عشرات الأشخاص اليائسين من إحدى مناطق القتال الأكثر شراسة في الخرطوم. 

وتعرضا خلال مهماتهما للسرقة والأسر والتهديد بالإعدام واتهمهما مقاتلون بالتجسس. كما تعرضت سيارتهما للرصاص.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close