تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، فوضى أمنية منذ اندلاع المعارك منتصف أبريل/ نيسان المنصرم، بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي أسفرت عن مقتل المئات من السودانيين.
وكانت منظمة الهجرة الدولية قد أفادت عن فرار عشرات الآلاف من المدنيين من ديارهم، ومنهم من لجأ إلى بلدان مجاورة، الأمر الذي دعا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين مساعدة السودانيين وعدم إعادتهم إلى بلادهم، في ظل المعارك المندلعة هناك.
جهود عربية
وفي المقابل، تتواصل الجهود العربية الحثيثة لإيصال المساعدات الطبية، والمعونات الإغاثية، ومنها مساعدات كويتية وقطرية، حيث أفاد نائب رئيس بعثة سفارة السودان في قطر، خلال حديث إلى الصحفيين بأن طائرات المساعدات ستتواصل كون الأهمية القصوى الآن هي للمساعدات الغذائية للشعب السوداني.
وحولت المعارك في السودان، مهمة العمل الإنساني وتقديم المساعدات الملحة، أمرًا صعبًا، كون القتال يعرقل وصول تلك العينات إلى المحتاجين في المناطق المتضررة، ضمن بلد كان ثلث سكانه يعانون الجوع أساسًا، قبل الحرب، بحسب الأمم المتحدة، وسط مخاوف من ارتفاع هذه النسبة اليوم.
عمليات نهب
وينتشر السودانيون من مناطق مختلفة على الطرقات العامة السريعة، لتقديم المياه والغذاء للنازحين من الخرطوم، دون أن يحول تضاعف أسعار المواد الغذائية دون تلك المبادرات الفردية.
ويعاني السودانيون من انقطاع في التيار الكهربائي، ونقص حاد في السيولة بسبب اضطرار المصارف إلى الاقفال.
ويتوقع أن تزداد الحاجة إلى المساعدات في أشهر الصيف، حيث يبلغ سوء التغذية ذروته في بلد متضرر بشدة من عوامل تغير المناخ والفيضانات والأوبئة.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت نهب أطنان من المواد الغذائية، من مخزون برنامج الأغذية العالمية التابع لها، لا سيما في نيالا عاصمة جنوب إقليم دارفور الذي استهدفه اللصوص وقطاع الطرق.
وفي بيان سعودي أميركي مشترك حول "بدء المحادثات الأولية بين ممثلي الجيش السوداني وممثلي قوات الدعم السريع"، في جدة السبت، يترقب السودانيون ثبوت هدنة ووقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة.